هل تتخيّل أن زهرة جميلة يمكن أن تُخبّئ في قلبها مفاجأة سحرية؟ 🧚♀️🌼 في أرضٍ بعيدة وزمنٍ قديم، تمنّت امرأة طيبة أمنية واحدة من أعماق قلبها… ولم تكن تتوقع أن تتحقق بهذه الطريقة العجيبة! تعالوا معنا لنتعرّف على “ثامبيلينا”، الفتاة الصغيرة بحجم الإبهام، في مغامرة مليئة بالحب والشجاعة والمفاجآت…
منذ زمن بعيد جداً، كانت هناك امرأة عجوز تجلس على كرسيها الهزّاز تفكر في مدى سعادتها لو أنجبت طفلاً، ثم سمعت طرقاً على الباب وقامت بفتحه. كانت هناك سيدة تقف هناك وقالت: «إذا سمحت لي بالدخول، فسأمنحك أمنية». سمحت المرأة العجوز بدخول السيدة أولاً لأنها شعرت بالشفقة، وثانياً لأنها عرفت ما تتمناه: “طفل”. نامت السيدة بهدوء طوال الليل ثم قبل أن تغادر مباشرةً قالت للمرأة العجوز: «الآن، ما هي أمنيتك؟ بماذا ترغبين؟».
فكّرت السيدة في رغبات معظم الناس في أن يكونوا أغنى شخص في العالم، وأقوى شخص، وأذكى وأجمل شخص، لكن المرأة العجوز تمنّت شيء لم تصدقه السيدة، وقالت: «أريد طفلاً». دهشت السيدة مما طلبته المرأة العجوز، ثم كررت طلبها: «أود طفلاً». ثم وضعت السيدة بذرة صغيرة في يد المرأة العجوز وأعطتها التعليمات، حيث قالت لها: «ازرعي هذه البذرة واسقيها بعناية، راقبيها وامنحيها حبّك، فإذا فعلت كل هذه الأشياء، سيكون لديك طفل».
فعلت المرأة العجوز كل تلك الأشياء التي أخبرتها بها السيدة، وفي غضون أسبوع كانت هناك زهرة صفراء جميلة مكان البذرة. في اليوم التالي، أزهرت الزهرة، وكان بداخلها فتاة صغيرة جميلة بحجم إبهام المرأة، لذلك سمتها ثامبيلينا Thumbelina (Thumb في اللغة الإنكليزية تعني الإبهام)، وصنعت لها فستاناً صغيراً من الخيوط الذهبية، وكانت “ثامبيلينا” تنام في قشرة الجوز من صغر حجمها، وجلبت السعادة والبهجة للمرأة العجوز.

لكن في أحد الأيام عندما كانت “ثامبيلينا” في قشرة الجوز، قفزَ ضفدع عبر النافذة المفتوحة وقال لها: «ستكونين عروساً مثالية لابني». وقام بأخذها بعيداً عبر النهر، وبحث عن ابنه وأبقى “ثامبيلينا” على متن وسادة من الزنبق في النهر. بكت “ثامبيلينا” وسمعها بعض الأسماك الصغيرة وجذور الزنبق الذين قرروا مساعدتها، فسبحت وسادة الزنبق وأخذت “ثامبيلينا” بعيداً لمساعدتها على الهروب، وبعد ساعات قليلة توقفت أخيراً الوسادة عن الطفو.
خلال الصيف كانت “ثامبيلينا” تأكل التوت وتشرب من قطرات الندى من الأوراق، ولكن بعد ذلك جاء الشتاء واحتاجت إلى مأوى، فسمح لها فأر لطيف بالبقاء معه، ولكنه قال: «عليك أن تتزوجي من صديقي الخلد اللطيف “مول”». في اليوم التالي ذهبت “ثامبيلينا” لرؤية الخلد في أحد الأنفاق، وهناك وجدت طائراً مريضاً ظنّت أنه ميت، وقالت: «يا مسكين، سأدفنك». ثم سمعت أنفاسه واكتشفت أنه لا يزال على قيد الحياة واهتمت به حتى أصبح جاهزاً للطيران.
في ذلك الخريف، كادت “ثامبيلينا” أن تتزوج من الخلد، ولكنها سمعت بعد ذلك تغريدة طائر، وسرعان ما عرفته، قال لها الطائر: «تعالي واركبي على ظهري، حانت الآن هجرتي إلى المكان الدافئ، إن الشتاء قادم». فقفزت إلى ظهر الطائر وسافرت معه إلى البلد الدافئ، والتي التقت هناك بأمير وسيم وتزوجت منه.
💡 ما تُعلّمنا إياه القصة:
- اللطف يصنع المعجزات – ثامبيلينا ساعدت الطائر المريض رغم ضعفها، فكان هو من أنقذها لاحقاً.
- لا تقبل حياة لا تُشبهك – ثامبيلينا لم تقبل الزواج من الضفدع أو الخلد رغم الضغوط، بل اختارت أن تنتظر من يستحق قلبها.
- كل من يشعر بالوحدة أو الضعف يمكنه أن يجد مكانه في هذا العالم – فقط بالصبر، والثقة بأن هناك شيئاً أفضل ينتظرك في نهاية الطريق.
قصة “ثامبيلينا” من تأليف هانس كريستيان أندرسن Hans Christian Andersen، نُشرت لأول مرة عام 1835، وتُعد واحدة من أشهر حكاياته إلى جانب “البجعات البرية”، “عقلة الإصبع”، “حورية البحر الصغيرة”، و”الملكة الثلجية”.