القراءة والكتابة ليستا مجرد مهارتين مدرسيتين، بل هما أساس الحياة اليومية والتواصل مع العالم. من خلال القدرة على التحدث، الاستماع، الكتابة، وفهم النصوص، يبني الطفل جسوراً نحو التعلم، التفكير النقدي، والتفاعل الاجتماعي.
تبدأ هذه المهارات في التشكل منذ اللحظات الأولى في حياة الطفل، وتتطور مع كل كلمة يسمعها، وكل قصة تُقرأ له، وكل خربشة يرسمها. ولذلك فإن دعم الوالدين والمحيط في هذه المرحلة هو المفتاح لنجاح الطفل مستقبلاً في المدرسة والحياة.
القراءة والكتابة: ما هي ولماذا هي مهمة؟
القراءة والكتابة تعني القدرة على القراءة، الكتابة، الاستماع، التحدث، وإنشاء النصوص بطرق تمكننا من التواصل بشكل جيد مع الآخرين، كما أنها الأساس للنجاح في المدرسة، التواصل الاجتماعي، حل المشكلات، اتخاذ القرارات، تطوير الاستقلالية، إدارة المال والعمل.
تطوير القراءة والكتابة في الطفولة
قبل أن يتعلم الأطفال القراءة والكتابة، يحتاجون إلى تطوير الأساسيات للقراءة والكتابة – القدرة على التحدث، الاستماع، الفهم، المشاهدة، والرسم، وكلما كبر الأطفال، يحتاجون إلى تعلم العلاقة بين الحروف على الصفحة والأصوات المنطوقة. لتحقيق ذلك، يحتاج الأطفال إلى تجارب وفيرة مع:
- الصور والأشياء – كيف يمكنك استخدام الكلمات للحديث عنها.
- الحروف والكلمات – كيف تبدو وكيف تُنطق، وما أسماؤها.
- الأصوات – كيف يمكن للكلمات أن تقافي، تبدأ وتنتهي بنفس الحروف، تُقسم إلى أجزاء مثل المقاطع، وتُشكل من خلال دمج أصوات مختلفة وما إلى ذلك.
يمكنك المساعدة في جميع هذه المجالات من تطوير قراءة وكتابة طفلك المبكرة من خلال:
- التحدث والتواصل مع طفلك
- قراءة الكتب معاً
- اللعب مع القافية والأصوات الأخرى مع طفلك. والخبر السار هو أنك تستطيع فعل ذلك بطرق ممتعة لكما. تجارب القراءة والكتابة التي يمر بها الأطفال قبل البدء بالمدرسة تكوّن اتصالات دماغية قوية. هذه الاتصالات تُستخدم للغة، التفكير، والفهم. بدون نشاطات مثل التحدث، الغناء، القراءة، القافية، الشخبطة والرسم، لا يطور الدماغ هذه الاتصالات المهمة.

التحدث والتواصل: لماذا هو مهم لتطوير القراءة والكتابة وكيفية القيام به
يساعد التحدث والتواصل مع طفلك على تعلم التحدث، الاستماع، وفهم الكلمات كلما كبر. ما يمكنك فعله:
🔹 تحدث مع طفلك – كلما زاد الحديث، كان ذلك أفضل. يمكنك التحدث عن الأشياء اليومية التي تقومون بها وترونها معاً. على سبيل المثال، “هيا نحضر الغسيل الآن”، “انظر إلى الطائر الأحمر” أو “يم، ما أطيب الغداء الذي نتناوله”.
🔹 تحدث عن المشاعر وتحاور حول ما إذا كان طفلك سعيداً أو حزيناً. استخدم الكلمات لوصف مشاعر طفلك. هذا يمكن أن يساعد طفلك على فهم كيف يشعر الآخرون أيضاً.
🔹 أكد على الأصوات، الكلمات وتعبيرات الوجه عند التحدث، خاصة عندما يكون طفلك صغيراً جداً. قد تجد أن طفلك سيرد بمحاولة تقليدك. التحدث والرد بهذه الطريقة يشجع على المحادثة.
🔹 أكد على الأجزاء المختلفة من الكلمات أو الحروف المختلفة لمساعدة طفلك على فهم أن الكلمات يمكن تقسيمها إلى segments. على سبيل المثال، يمكنك قول “كرة” وتأكيد على صوت “ك” أو “مو-زة” وتأكيد على كل مقطع.
🔹 استمع إلى طفلك. اتبع قيادة طفلك وتحدث عن الأشياء التي يريد التحدث عنها. إذا سأل طفلك سؤالاً، امنحه الفرصة ليأتي بالإجابات قبل أن تتدخل. على سبيل المثال، إذا قال طفلك، “ما هذا الصندوق هناك؟”، يمكنك أن تقول، “ماذا تعتقد أنه؟”
🔹 كرر الكلمات الملفوظة بشكل خاطئ بالنطق الصحيح. على سبيل المثال، إذا قال طفلك “باسغيتي”، يمكنك أن تقول، “نعم، نحن نتناول السباغيتي للعشاء”.
🔹 شارك قصصاً مع طفلك. يمكنك مشاركة قصص مضحكة أو مثيرة للاهتمام من طفولتك أو أخبر طفلك عن ماضي عائلتك. يمكنكما أن تتناوبا في خلق قصة معاً.
🔹 غنِ مع طفلك، أو شارك الأغاني والموسيقى من ثقافة عائلتك. التحدث بأكثر من لغة له فوائد كثيرة للأطفال.
إن تنمية مهارات القراءة والكتابة لدى الأطفال ليست مهمة معقدة، بل هي رحلة مليئة بالقصص، الأغاني، والحوارات اليومية البسيطة. التحدث، القراءة، والاستماع مع الأطفال يفتح أمامهم عالماً من الإمكانات، ويمنحهم أدوات قوية للتعبير والفهم.
من خلال تفاعلنا اليومي المحب والداعم، نبني أساساً متيناً يساعد أطفالنا على النمو بثقة، واستكشاف العالم بفضول، وتكوين روابط إنسانية ومعرفية تدوم مدى الحياة.