بناء علاقة قوية مع طفلك من عمر 1 إلى 3 سنوات_ نصائح عملية لسنوات الطفولة المبكرة

بناء علاقة قوية مع طفلك من عمر 1 إلى 3 سنوات: نصائح عملية لسنوات الطفولة المبكرة

تعد العلاقات الدافئة والمستقرة والمتجاوبة أساسية لنمو الأطفال ورفاهيتهم، وعندما تكون لديك علاقة من هذا النوع مع طفلك الصغير، يشعر بالأمان والثقة، وهذا يمنحه الإحساس بالأمان الثقة لاستكشاف العالم والتعلم، وبينما يستكشف طفلك العالم، يتعلم كيف يفكر، ويفهم، ويتواصل، ويتصرف، ويعبر عن مشاعره، ويطور مهاراته الاجتماعية.

العلاقات مع الأطفال الصغار: ماذا تتوقع

ينمو الأطفال بسرعة خلال سنوات الطفولة المبكرة. ومع تطور طفلك، قد تجد أن علاقتك به تتغير، حيث يتعلم طفلك الصغير أنه شخص منفصل، ثم سيبدأ في الرغبة في الاستقلالية – على سبيل المثال، قد يرغب في إطعام نفسه أو ارتداء ملابسه بنفسه، وربما يكون أيضاً أقل استعداداً لتغيير رأيه بمجرد اتخاذه لقرار معين. في نفس الوقت، قد يخاف من الانفصال عنك ولا يرغب في أن تتركه مع الآخرين.

ستتطور قدرة طفلك الصغير على استخدام وفهم اللغة بسرعة كبيرة، وهذا التطور اللغوي يسمح لكما بمشاركة أنشطة وألعاب أكثر، كما يمكنك أيضاً البدء في العمل على المهارات الاجتماعية مثل المشاركة وأخذ الأدوار. على سبيل المثال، يمكنك اللعب بالكرة والقول “دحرج الكرة” أو “دوري الآن”.

تتطور مشاعر طفلك أيضاً، حيث ستكون لديه مشاعر قوية لكنه لن يتمكن دائماً من التحكم فيها أو العثور على الكلمات للتعبير عنها، وقد تحدث نوبات الغضب عندما يكون طفلك مغلوباً على أمره بسبب مشاعر قوية مثل الإحباط، علماً أنه إذا تمكنت من الانتباه إلى مشاعر طفلك، قد تتمكن أحياناً من منع نوبات الغضب من الحدوث، والانتباه إلى مشاعر طفلك دائماً ما يكون طريقة جيدة لبناء علاقتك به.

من ناحية أخرى يتعلم الأطفال الصغار أنهم يمكنهم القيام بأشياء تؤدي إلى حدوث أمور أخرى، مثل مطاردة طائر النورس لجعله يطير بعيداً، قد تجد أن الوقت الذي تقضيه مع طفلك يصبح أكثر نشاطاً مما كان عليه في السابق، ولكن إذا كنت موجوداً أثناء استكشاف طفلك، فسيشعر بالأمان ويكتسب الثقة لتجربة أشياء جديدة.

بناء علاقة قوية مع طفلك من عمر 1 إلى 3 سنوات_ نصائح عملية لسنوات الطفولة المبكرة
بناء علاقة قوية مع طفلك من عمر 1 إلى 3 سنوات_ نصائح عملية لسنوات الطفولة المبكرة

نصائح لبناء علاقات قوية مع الأطفال الصغار

يحتاج الأطفال من جميع الأعمار إلى آباء ومقدمي رعاية دافئين ومتجاوبين يخصصون لهم الاهتمام ويجعلونهم يشعرون بالأمان. إليك بعض الأفكار لمساعدتك على الاستمرار في بناء هذا النوع من العلاقة مع طفلك الصغير:

🔹 امنح طفلك الكثير من الاهتمام الإيجابي، ويمكن أن يكون ذلك بسيطاً مثل النزول إلى مستوى طفلك ووضع يدك برفق على كتفيه عندما يُريك شيئاً في صندوق الرمل.

🔹 خصص وقتاً للأنشطة الممتعة واللعب معاً. على سبيل المثال، الأطفال الصغار يحبون ارتداء الملابس التنكرية، واللعب بصناديق الكرتون الفارغة الكبيرة، والجري في الحديقة أو المنتزه، فمن الأفضل اتباع قيادة طفلك في اللعب.

🔹 القراءة بانتظام مع طفلك تخلق وقتاً خاصاً للتواصل، كما أنها تحفز خيال طفلك وتساعده على التعرف على العالم من حوله.

🔹 شارك في وجبات عائلية منتظمة، حيث يمكن للوجبات العائلية أن تعزز علاقات الأسرة وإحساس طفلك بالانتماء، كما أنها فرصة لممارسة التحدث والاستماع.

🔹 ادعم استقلالية طفلك النامية من خلال السماح له باتخاذ القرارات. على سبيل المثال، يمكنك أن تطلب من طفلك الاختيار بين وجبتين خفيفتين صحيتين أو بين قميصين عند ارتدائه للملابس.

🔹 إذا لاحظت أن طفلك يشعر بالإحباط أو الانزعاج، ساعده على فهم مشاعره وقدم له الراحة. على سبيل المثال، “أنت منزعج لأنك أسقطت الموزة. لا بأس، هناك موزة أخرى في وعائك”، أي أن فهم المشاعر هو جزء أساسي من تنظيم النفس، وهو مهم لجميع علاقات طفلك.

🔹 إذا كان طفلك يعاني من صعوبة الانفصال عنك، تحدث معه عن الأوقات التي ستبتعد فيها. على سبيل المثال “سأذهب لشراء الطعام للثلاجة. جدتك هنا معك، وسأعود في وقت قيلولتك”. يشعر الأطفال بأمان أكبر إذا عرفوا متى ستكون بعيداً، وأين سيكونون، ومتى ستعود.

🔹 فكر في طبع طفلك عندما تخطط لقضاء وقت ممتع معاً. على سبيل المثال، إذا كان لديك طفل صغير يحب اللعب الهادئ، قد تجد أن البقاء في المنزل للرسم بالإصبع أفضل من الذهاب إلى مركز لعب مزدحم.

🔹 من المهم أن تعتني بنفسك، ولو لبضع دقائق يومياً لعمل شيء تستمتع به، مثل التنزه أو قراءة مجلة، فهذا يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في شعورك تجاه الوقت الذي تقضيه مع طفلك. العناية بنفسك مفيدة لك، وبالتالي هي جيدة لعلاقتك بطفلك ولنموه.

 

في سنوات الطفولة المبكرة، لا يحتاج الطفل إلى الكمال من والديه بقدر ما يحتاج إلى الحضور، والحنان، والتجاوب الصادق. فالعلاقات التي تبنيها اليوم مع طفلك الصغير، ولو من خلال لحظات بسيطة من اللعب أو القراءة أو مشاركة الوجبات، هي الأساس الذي سيستند إليه في فهم ذاته، وتكوين ثقته بنفسه، وتعامله مع العالم من حوله.

امنح طفلك المساحة ليكتشف ويجرب، وكن دائماً بالقرب منه، لا لتمنعه من السقوط، بل لتمنحه الأمان للنهوض من جديد. فالعلاقة القوية والدافئة ليست فقط طريقاً لنمو سليم، بل هي أيضاً هدية تدوم مدى الحياة.

 

المصدر

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *