في عالم الطفولة، لا شيء يفوق متعة التحوّل إلى شخصية جديدة — بطل خارق، طبيب، أميرة، أو حتى تنين ضخم!
تُعدّ ألعاب التنكر من أكثر الأنشطة التي تحفّز خيال الأطفال في عمر 3 إلى 6 سنوات، حيث تمنحهم الفرصة لاستكشاف شخصيات مختلفة، والتعبير عن مشاعرهم، وتقليد الكبار من حولهم.
لكن خلف هذه المتعة البسيطة تكمن فوائد كبيرة لنموهم العاطفي والاجتماعي والمعرفي. في هذا المقال، نستعرض كيف تدعم ألعاب التنكر تطوّر طفلك، وكيف يمكنك تحضير بيئة غنية بالتجارب التخيلية داخل منزلك، دون الحاجة إلى أدوات باهظة.
لماذا تعتبر ألعاب التنكر مفيدة للأطفال؟
من عمر الثلاث سنوات، قد يستمتع طفلك بألعاب التنكر، حيث تتيح ألعاب التنكر لطفلك تمثيل أدوار مختلفة، واستكشاف أفكار حول العالم الحقيقي وتطوير خيالهم. على سبيل المثال، وقد يختار طفلك أن يكون قرصاناً يتجول ويخيف الناس، أو طبيباً يقوم بفحص دميته. كما تسمح ألعاب التنكر واللعب التخيلي لطفلك باستكشاف والتعبير عن المشاعر بطريقة آمنة. على سبيل المثال، يمكن لطفلك أن يتظاهر بأنه لطيف مثل المعلم أو شجاع مثل ضابط الشرطة.

ما تحتاجه لألعاب التنكر للأطفال
اجمع صندوقاً من الملابس والأشياء الأخرى التي يمكن لطفلك استخدامها في ألعاب التنكر. قد يشمل مجموعتك:
🔹 ملابس قديمة، خاصة الملابس الملونة والممتعة
🔹 أحذية طويلة، خاصة الأحذية التي تتيح لطفلك المشي بطريقة مختلفة، مثل الأحذية ذات النعال العالية أو الأحذية الثقيلة
🔹 قبعات، أحزمة، حقائب يد ومجوهرات
🔹 قطع من القماش والأوشحة – تصنع عباءات رائعة
🔹 دعائم تنكرية بسيطة – يمكنك شراؤها من متجر بأسعار مخفضة أو صنعها بنفسك.
كيفية لعب ألعاب التنكر مع طفلك
تجنب إخبار طفلك بما يجب أن يكون أو يرتدي، فإن إنشاء الزي والشخصية جزء من المرح لطفلك. على سبيل المثال، قد يستخدم طفلك خياله لإنشاء زي بطل خارق من منشفة وملابس سباحة.
شارك في اللحظة مع طفلك بسؤاله إذا كان بإمكانك اللعب أيضاً، وإذا أراد طفلك أن يكون طبيباً، ربما يمكنك أن تكون المريض. قم بتوسيع اللعبة بطرح الأسئلة واختراع سيناريوهات جديدة. على سبيل المثال: “أنت تضمد ذراعي المكسور؟ هل سيصلح ذلك؟ آه! لا يزال يؤلمني. ماذا يمكنك أن تفعل بعد ذلك؟”.
بالإضافة إلى ذلك أعط طفلك مرآة حتى يتمكن من رؤية نفسه متنكراً في شخصية أخرى. قد يستمتع طفلك بتجربة وضعيات مختلفة أو تقليد الوجوه. على سبيل المثال، يمكن أن يكون وحشاً مخيفاً أو مهرجاً سخيفاً. وفي بعض الأحيان، قد يرغب طفلك في التنكر ولعب الألعاب التخيلية بمفرده أو مع ألعابه، وقد تسمع طفلك يتحدث إلى نفسه بأصوات مختلفة أثناء اللعب، ومن الجيد إذا لم يرغب طفلك في انضمامك – يمكنك فقط أن تسألهم في وقت آخر.

تكييف الأزياء للأطفال من مختلف الأعمار أو الأطفال ذوي القدرات المتنوعة
الجدير بالذكر أنه قد يستمتع الأطفال الأصغر سناً بمجرد ارتداء وخلع أشياء مختلفة. على سبيل المثال، ربما يرغبون في تجربة قبعات أو ملابس مختلفة دون التظاهر بأنهم شخصية أو لعب لعبة تخيلية. يمكنك أيضاً المشاركة. على سبيل المثال: “تبدو وكأنك فارس في تلك القبعة، هل يمكنني تجربتها بعد ذلك؟”، كما يمكنك إشراك الأطفال الأكبر سناً في صنع أزيائهم الخاصة، ويمكنك أن تجرّب عمل رقعة قرصان من قطعة من الورق المقوى الأسود وبعض المطاط.
ألعاب التنكر ليست مجرد لعب عابر، بل هي مساحة ينمو فيها خيال الطفل، وتُبنى فيها مهاراته في التعبير، التواصل، وحل المشكلات. ومن خلال قطعة قماش بسيطة أو قبعة قديمة، يرى طفلك العالم من زوايا مختلفة ويتعلم كيف يتعامل مع المشاعر والتجارب الجديدة بأمان ومرونة. ولا تنسَ أن تشارك طفلك لحظات التنكر، وامنحه الحرية ليقود خياله، وستكتشف كم يمكن لهذا النشاط البسيط أن يُحدث فرقاً كبيراً في نموه وسعادته.