التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال: الأعراض، طرق العلاج، ونصائح الوقاية الفعالة

التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال: الأعراض، طرق العلاج، ونصائح الوقاية الفعالة

هل يشد طفلك أذنه ويبكي ليلًا دون سبب واضح؟ قد تكون هذه علامة على التهاب الأذن الوسطى، وهي حالة شائعة تصيب الأطفال، خاصة دون سن الثالثة. يعتبر هذا النوع من الالتهاب من أكثر الأسباب التي تدفع الأهالي إلى زيارة الطبيب. من خلال فهم الأعراض المبكرة وطرق العلاج والوقاية، يمكنك حماية طفلك من الألم وتفادي المضاعفات المحتملة مثل فقدان السمع أو مشاكل النطق.

في هذا المقال، نأخذك في جولة مبسطة لفهم كل ما تحتاجه عن التهاب الأذن الوسطى: أسبابه، علاماته عند الرضع والأطفال، طرق التشخيص، والعلاجات المنزلية والطبية، بالإضافة إلى أبرز الخطوات التي تساعدك على الوقاية منه.

ما هو التهاب الأذن الوسطى؟

يعد التهاب الأذن الوسطى (Otitis Media) عدوى تصيب السوائل خلف طبلة الأذن، وقد يكون ناتجاً عن بكتيريا أو فيروس.

🔹 انتشار شائع: يصيب أكثر من 80% من الأطفال قبل سن 3 سنوات.

🔹 أجزاء الأذن:

    • الأذن الخارجية: القناة السمعية وشحمة الأذن.
    • الأذن الوسطى: خلف طبلة الأذن ومتصلة بالحلق.
    • الأذن الداخلية: تحتوي على الأعصاب المسؤولة عن السمع.
التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال: الأعراض، طرق العلاج، ونصائح الوقاية الفعالة
التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال: الأعراض، طرق العلاج، ونصائح الوقاية الفعالة

أعراض التهاب الأذن الوسطى

🔹 الأطفال الأكبر سناً: ألم في الأذن، شعور بالضغط، فقدان التوازن، صعوبة في السمع، حمى، سيلان الأنف، تهيج، أو فقدان الشهية.

🔹 الرضع: بكاء مفرط، شد الأذن المصابة، وخاصة أثناء الاستلقاء ليلاً.

🔹 علامات إضافية:

    • طبلة الأذن المثقوبة: خروج إفرازات سميكة قد تكون دموية، وهو ما يخفف من الضغط ويسكن الألم.
    • التهابات متكررة: قد تؤدي إلى “الأذن الصمغية”، وهي إفرازات سميكة في الأذن الوسطى تسبب ضعف السمع ومشاكل في اللغة والتعلم.

متى يجب استشارة الطبيب؟

خذ طفلك إلى الطبيب إذا ظهرت الأعراض التالية:

🔹 شكوى من ألم الأذن

🔹 إفرازات من الأذن

🔹 أعراض عامة كارتفاع الحرارة أو القيء

🔹 مشاكل في السمع

🔹 تورم خلف الأذن أو بروزها للأمام

اختبارات التهاب الأذن الوسطى

🔹 فحص الأذن: باستخدام منظار الأذن (Otoscope).

🔹 قياس حركة طبلة الأذن (Tympanometry): يحدد صحة طبلة الأذن وحركتها.

🔹 اختبار السمع: للأطفال الذين يعانون من التهابات متكررة أو طويلة الأمد.

علاج التهاب الأذن الوسطى

🔹 التهاب فيروسي: غالباً ما تتحسن الأعراض خلال 24-48 ساعة دون علاج، ويمكن استخدام الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم، كما قد يوصي الطبيب بقطرات تخدير للأذن في حالات الألم الشديد.

🔹 التهاب بكتيري: قد يصف الطبيب مضاداً حيوياً إذا استمرت الأعراض لأكثر من 48 ساعة أو إذا كان الطفل صغيراً (أقل من 12 شهراً).

🔹 إكمال العلاج: حتى إذا شعر الطفل بالتحسن، من المهم إكمال الجرعة الموصوفة لتجنب عودة العدوى.

⚠️ تنبيه: لا تستخدم أعواد القطن أو القطن لتنظيف الأذن. استخدم زاوية منديل برفق إذا لزم الأمر

التهابات الأذن المتكررة

في بعض الحالات، يعاني الأطفال من التهابات متكررة في الأذن الوسطى، مما قد يتطلب علاجاً طويل الأمد. قد يوصي الطبيب باستخدام مضادات حيوية لفترة ممتدة إذا استمرت العدوى بالظهور بشكل متكرر.

أما في حالة “الأذن الصمغية” – وهي تجمع للسوائل السميكة خلف طبلة الأذن دون وجود التهاب نشط – فعادة ما تتحسن خلال ثلاثة أشهر دون الحاجة لتدخل طبي، لكن المتابعة ضرورية لتفادي التأثير على السمع والكلام.

وفي بعض الحالات، قد يُنصح بتركيب أنابيب تهوية دقيقة تُعرف باسم “الجِرْمات”، يتم وضعها جراحياً في طبلة الأذن لمساعدة السائل على التصريف، مما يحسن السمع ويقلل من خطر العدوى المتكررة.

التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال: الأعراض، طرق العلاج، ونصائح الوقاية الفعالة
التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال: الأعراض، طرق العلاج، ونصائح الوقاية الفعالة

الوقاية من التهاب الأذن الوسطى: خطوات بسيطة تحمي طفلك

تلعب الوقاية دوراً كبيراً في تقليل فرص إصابة الأطفال بالتهاب الأذن الوسطى، خاصة خلال السنوات الأولى من العمر عندما يكون الجهاز المناعي لا يزال في طور النمو. إليك مجموعة من النصائح التي يمكنك اتباعها يومياً:

تشجيع تنظيف الأنف بلطف وبانتظام، خاصة أثناء نزلات البرد، يساعد على تصريف السوائل من قناة استاكيوس (القناة الواصلة بين الحلق والأذن الوسطى)، ويقلل من فرص تجمع السوائل خلف طبلة الأذن.

تجنب التدخين نهائياً في محيط الطفل؛ فاستنشاق الدخان السلبي يرفع من خطر الإصابة بالتهابات الأذن والمجاري التنفسية. حتى التدخين خارج المنزل قد يترك آثاراً على الملابس تؤثر على صحة الطفل.

الحرص على النظافة العامة، مثل غسل اليدين جيداً قبل الطعام وبعد استخدام الحمام، يقلل من انتقال الفيروسات والبكتيريا المسببة للعدوى.

إرضاع الطفل طبيعياً قدر الإمكان خلال الأشهر الستة الأولى، فقد أثبتت الدراسات أن حليب الأم يحتوي على أجسام مضادة تعزز مناعة الطفل وتقلل من الإصابة بالتهابات الأذن.

إبقاء رأس الطفل مرتفعاً قليلاً أثناء الرضاعة، خاصة عند استخدام الرضاعة الصناعية، لتجنب دخول الحليب إلى الأذن الوسطى عبر قناة استاكيوس.

تجنب إرسال الطفل إلى الحضانة أو التجمعات إذا كان مريضاً، وكذلك تقليل تعرضه للأطفال المصابين، لأن العدوى تنتقل بسهولة في الأماكن المغلقة والمزدحمة.

التأكد من استكمال جدول التطعيمات الأساسي، وخاصة لقاح المكورات الرئوية والأنفلونزا، والتي تقلل من خطر الالتهابات التنفسية والأذن.

الحفاظ على تهوية جيدة للمنزل، وتجنب الأماكن المزدحمة أو سيئة التهوية، يساعدان على تقليل العدوى بشكل عام.

 

التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال ليس مرضاً خطيراً في أغلب الحالات، لكن التعامل السريع معه يقلل من الألم ويمنع أي مضاعفات مستقبلية مثل مشاكل السمع أو التأخر اللغوي.
راقب أعراض طفلك جيداً، ولا تتردد في زيارة الطبيب عند أي علامة مثيرة للقلق. وباتباع إجراءات النظافة، والابتعاد عن التدخين، ودعم جهاز طفلك المناعي، يمكنك تقليل فرص الإصابة بشكل كبير.


💡 تذكّر: الوقاية تبدأ من المنزل، والانتباه اليوم يحمي صحة طفلك غداً

 

📚 المصدر

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *