في خضمّ الحياة اليومية المزدحمة، قد يبدو تخصيص وقت للوجبات العائلية تحدياً، لكن القليل من التنظيم يمكن أن يجعل من هذه اللحظات البسيطة مصدر دفء وترابط لا يُقدّر بثمن. سواء اجتمعتم حول مائدة العشاء بعد يوم طويل، أو استمتعتم بغداء عطلة مميز، فإن الوجبات العائلية هي فرص ذهبية للتواصل الحقيقي، خاصة مع الأطفال الأكبر سناً والمراهقين المنشغلين بعوالمهم.
خلال هذه الأوقات، لا يتعلم الطفل فقط عن الطعام والعادات الصحية، بل يكتشف أيضاً جوهر العائلة: المشاركة، الحب، والاحترام. من خلال الملاحظة والتجربة، يتعلّم الصغار كيف يتناولون الطعام بأدب، وكيف يصغون للآخرين ويتحدثون بدورهم، في بيئة آمنة ومحبة.
كما تُظهر الأبحاث أن الأطفال والمراهقين الذين يشاركون في وجبات عائلية منتظمة يحققون توازناً أفضل في صحتهم الجسدية والنفسية، ويؤدّون بشكل أفضل في المدرسة. فهذه اللحظات ليست فقط لتناول الطعام… بل هي لبناء ذكريات تدوم، وسلوكيات تنمو، وروابط عائلية تزداد قوة يوماً بعد يوم.
6 طرق لجعل الوجبات العائلية ممتعة
1- خصص أوقاتاً منتظمة لتناول الطعام معاً
عند تحديد هذه الأوقات في جدولك الأسبوعي، من المرجح أن تتواجدوا جميعاً. يمكنك جعل هذا الوقت أكثر خصوصية من خلال تناول الطعام على الطاولة مع إيقاف تشغيل التلفاز والهواتف.
2- قلل من التسرع
إذا سمحت لنحو 20-30 دقيقة لتناول الوجبات العائلية، سيوفر ذلك وقتاً كافياً لأطفالك لتناول الطعام، كما سيكون لديهم الفرصة لتجربة أطعمة جديدة وتطوير عادات تناول الطعام الصحية، وهذا يمنحك أيضاً الوقت للاسترخاء والدردشة والاستمتاع بالعائلة.
إذا كان لديك طفل صغير يجد صعوبة في الجلوس ساكناً لمدة 20 دقيقة، فلا بأس إذا احتاج أحياناً إلى التحرك في كرسيه أو مغادرة الطاولة، ولكن تأكد من أن طفلك يتناول الطعام فقط عندما يكون جالساً على الطاولة، فالأطفال الصغار أكثر عرضة للاختناق إذا تناولوا الطعام أثناء الركض أو اللعب.
3- اجعل الجميع مشاركين
يزيد إحضار أطفالك لاختيار وتحضير الوجبات العائلية من فرصة تناولهم لها، ويمكن أن يساعد ذلك أيضاً في إدارة تناول الطعام الانتقائي وتشجيع الأطفال على تجربة أطعمة جديدة.
حتى الأطفال الصغار يمكنهم المساعدة في تحضير الوجبات العائلية. على سبيل المثال، يمكنهم غسل الفواكه والخضروات، أو خلط السلطة، أو يمكنهم المساعدة في إعداد الطاولة.
قد يستمتع الأطفال الأكبر سناً والمراهقون بالبحث عن وصفات جديدة وطهي الوجبات للعائلة – على سبيل المثال، مرة واحدة في الأسبوع أو كل أسبوعين، هذا يوزع المسؤولية عن إعداد الوجبات ويمنح طفلك الفرصة لتعلم الطهي.
4- استخدم الوجبات العائلية كفرصة للتحدث
يمكن أن تكون الوجبات العائلية وسيلة رائعة لمتابعة ما يفعله الجميع، ولكن أحياناً قد يجد الأطفال صعوبة في التعبير عن أيامهم. إذا كان هذا ينطبق على طفلك، يمكن أن يساعد طرح أسئلة تتطلب أكثر من إجابة بنعم أو لا. على سبيل المثال، “اخبرني عن شيء رائع حدث في المدرسة اليوم“.
فكرة أخرى قد تكون هي أن يتشارك الجميع شيئاً جيداً وآخر سيئاً عن يومهم. بهذه الطريقة، لن يشعر طفلك أنه يتعرض للضغط.
لكن إذا لم يكن طفلك يرغب حقاً في التحدث، فمن الأفضل عدم الضغط كثيراً أو تناول موضوعات حساسة. من الجيد لطفلك فقط أن يكون مع عائلته ويستمع إلى الآخرين يتحدثون، فالهدف هو جعل أوقات الوجبات ممتعة واجتماعية.
5- ركز على الاستمتاع بالطعام وتناوله معاً
إذا حافظت على محادثات أوقات الوجبات محايدة وتجنبت الحديث عن كمية أو نوع الطعام الذي يتم تناوله، يمكن أن يقلل ذلك الضغط الذي يشعر به بعض الأطفال لتناول الطعام، بالتالي يمكن أن يجعل هذا أوقات الوجبات أكثر استرخاءً ومتعة.
من الأفضل تجنب قول أشياء مثل، “رائع، لقد تناولت الكثير!” أو “انظر إلى أختك. إنها تأكل أكثر منك“، وتجنب استخدام الطعام كوسيلة للإغراء، على سبيل المثال ليس من الجيد أن تقول: “إذا تناولت البروكلي، يمكنك الحصول على الآيس كريم كتحلية“. هذا يمكن أن يجعل طفلك أكثر اهتماماً بالحلويات بدلاً من الأطعمة الصحية، لأنه يبدو أن البروكلي هو عبء والآيس كريم هو مكافأة.
إذا كنت ترغب في مدح طفلك لجهوده على الطاولة، ركز بدلاً من ذلك على آداب التصرف الجيدة، على سبيل المثال “أستطيع أن أرى مدى صعوبة محاولتك الجلوس ساكناً على الطاولة اليوم“.
6- كن مبدعاً في أوقات الوجبات
عندما يكون لديك الوقت والفرصة، فإن كونك مبدعاً والاستمتاع بأوقات الوجبات يمكن أن يعطي العائلة بأكملها شيئاً تتطلع إليه. على سبيل المثال، إليك بعض الأفكار لتجربتها:
1- اصنع الفطائر للإفطار
2- اقضِ نزهة في الحديقة، في حديقة منزلك أو على أرضية غرفة المعيشة
3- ادعُ ضيفاً خاصاً على العشاء، مثل صديق أو جد أو جار، حيث يمكن أن تكون هذه أيضاً طريقة رائعة للتعرف على أصدقاء أطفالك الأكبر سناً أو المراهقين.
4- ابتكر وجبة ذات طابع خاص، على سبيل المثال الطعام من بلد يتعلم طفلك لغته في المدرسة.