تُعد مهارات المحادثة جزءاً أساسياً من نمو الطفل الاجتماعي والعاطفي، فهي لا تساعده فقط على التعبير عن نفسه بثقة، بل تفتح له أبواباً لتكوين صداقات، والتفاعل مع العالم من حوله، وطلب ما يحتاج إليه بطريقة محترمة وواضحة.
عندما يتقن الطفل فن التحدث والاستماع، يصبح أكثر قدرة على بناء علاقات إيجابية، والشعور بالانتماء، وفهم مشاعر الآخرين. وهذا لا يحدث من تلقاء نفسه، بل من خلال التدريب والممارسة والتوجيه المستمر من البيئة المحيطة، خصوصاً من الوالدين والمربين.
في هذا المقال، سنستعرض طرقاً فعالة لمساعدة الأطفال على تطوير مهارات المحادثة، من خلال النمذجة اليومية، والتدريب العملي، والتلميحات البسيطة، والإرشاد الإيجابي، بالإضافة إلى أفكار ممتعة باستخدام اللعب التخيلي الذي يجعل التعلم تجربة ممتعة ومفيدة في آنٍ واحد.
تتعلق مهارات المحادثة بالقدرة على الكلام والاستماع جيداً، وهذا يشمل:
- بدء المحادثات – على سبيل المثال، بقول “مرحباً”، أو طرح سؤال
- جذب الانتباه بطريقة محترمة – على سبيل المثال، بقول “عفواً”
- استخدام التواصل البصري
- معرفة ما يجب التحدث عنه
- التناوب في الكلام والاستماع
- التحدث باحترام
- معرفة متى يجب التوقف عن الكلام
لتطوير مهارات محادثة جيدة، يحتاج طفلك إلى تعلم الكلمات، والجمل البسيطة، والتناوب في الحديث، بالإضافة إلى اتباع قواعد عائلتك حول كيفية التحدث مع بعضكم البعض ومع الآخرين.
نمذجة دور مهارات المحادثة للأطفال
يتعلم طفلك الكثير عن المحادثات من خلال التحدث والاستماع معك، لذا يمكنك مساعدة طفلك على تطوير مهارات المحادثة من خلال التحدث مع طفلك كلما استطعت. كما يتعلم طفلك أيضاً من خلال مشاهدة محادثاتك مع الآخرين، لذا يمكنك مساعدة طفلك على تطوير مهارات محادثة جيدة من خلال التحدث إلى شريكك، والبالغين الآخرين، والأطفال بالطريقة التي ترغب أن يتحدث بها طفلك مع الآخرين. على سبيل المثال:
- ابتسم، وحافظ على التواصل البصري، واستخدم التحيات الودية. على سبيل المثال، قل “صباح الخير” للعائلة، “مرحباً” للزوار، و”كيف حالك؟” للأشخاص في المجتمع.
- تحدث مع شريكك بطرق إيجابية، وتعامل مع النزاعات بطريقة بنّاءة.
- استخدم لغة الجسد ونبرة الصوت لإظهار الاهتمام والانتباه عند التحدث مع الآخرين.
- إذا أراد شخص ما التحدث معك وأنت تستخدم هاتفك، ضعه جانباً أو أخبره أنك ستكون معه في لحظة. بهذه الطريقة، يمكنك إعطاء الشخص الآخر انتباهك الكامل.
الممارسة والتلميحات والإرشادات لمهارات محادثة الأطفال
يستغرق تعلم كيفية التحدث مع الآخرين والاستماع إليهم وقتاً وممارسة، في حين بعض الأطفال يتقنون هذا بسرعة، إلا أن البعض الآخر قد يحتاج إلى دعم منك.
الممارسة
- أجرِ محادثات تدريبية مع طفلك حيث تتناوبون في طرح الأسئلة والاستماع إلى الإجابات.
- تدرب على أشياء يمكن لطفلك قولها عندما يذهب إلى حدث اجتماعي. على سبيل المثال، “مرحباً هل ترغبين في اللعب على الأرجوحة معي؟“
- اقترح أو حاول التفكير في أشياء يمكن لطفلك قولها عندما يلتقي بشخص جديد. على سبيل المثال، “مرحباً، اسمي أيلين لدي كلب في منزلي، هل لديك حيوان أليف؟“
التلميحات
- قدم تلميحات لطفلك. على سبيل المثال، “من فضلك قل شكراً لجدتك لأنها أخذتك إلى الحديقة“.
- استخدم تذكيرات واضحة ولطيفة عند الحاجة. على سبيل المثال، “راني، من فضلك انظر إلي عندما تتحدث إلي“.
الإرشاد
- وضع قواعد عائلية حول التحدث باحترام والمحادثة، وعليك أن تناقش هذه مع طفلك حتى يفهم ما هو متوقع.
- أرشد طفلك. على سبيل المثال، “سارة، إذا كنت أتحدث إلى شخص ما تحتاجين إلى قول ‘عفواً’، ثم انتظري حتى أكون جاهزاً للاستماع“.
- امدح الأطفال عندما يتواصلون جيداً، هذا سيجعلهم يرغبون في الاستمرار في القيام بذلك. على سبيل المثال، “أحب الطريقة التي انتظرت بها حتى أنهي الكلام قبل أن تبدأ في الكلام“، أو “لقد قمت بعمل جيد جداً عندما قلت (من فضلك) و(شكراً لك)“.
- استخدم العواقب إذا كان طفلك يتحدث بطريقة وقحة أو يجيب بطريقة غير مهذبة.
الجدير بالذكر أن الأطفال يتعلمون بشكل أفضل من خلال اللعب، لذا يمكن أن يكون اللعب التخيلي طريقة ممتعة لمساعدتهم على تطوير وممارسة مهارات المحادثة. على سبيل المثال، “لنتظاهر أنك الأم تتحدث على الهاتف وأنا الطفل الصغير. ماذا يجب أن أفعل إذا أردت التحدث إليك؟“، أو يمكنك وطفلك استخدام الألعاب أو الدمى لإجراء محادثات تخيلية حول أشياء مضحكة، مثيرة للاهتمام أو حتى سخيفة.