أطفال يلعبون في غرفة مزدحمة بالألعاب والكرات الملونة، تعبير عن التحفيز الزائد في بيئة اللعب للأطفال

ليس كل كثير مفيد: كيف نحمي أطفالنا من التحفيز الزائد؟ مناسب حتى عمر 8 سنوات

في عالم مليء بالألوان، الأصوات، والأنشطة المتواصلة، نطمح كآباء لتقديم أفضل التجارب لأطفالنا. لكن هل تساءلنا يوماً: هل هذا “الكثير” مناسب لطفلي؟

قد نربط التطور والتحفيز بالنجاح، لكن أحياناً، يتجاوز الطفل حدوده الحسية والعاطفية، ويقع ضحية لما يسمى بـ التحفيز الزائد. هذا المقال يسلط الضوء على علامات الإفراط في التحفيز عند الأطفال، ويقدّم طرقاً عملية لمساعدة الطفل على التهدئة واستعادة توازنه، حسب كل فئة عمرية من الولادة وحتى عمر 8 سنوات.

ما هو الإفراط في التحفيز؟

يحدث الإفراط في التحفيز عندما يكون الأطفال غارقين في تجارب أو إحساسات أو ضجيج أو نشاط يفوق قدرتهم على التحمل. على سبيل المثال، قد يصبح الرضيع غير مستقر بعد حفلة حيث تم حمله من قبل الكثير من البالغين. قد يصاب طفل ما قبل المدرسة بنوبة غضب بعد حدث كبير مثل حفلة عيد ميلاد. بينما قد يكون الطفل في سن المدرسة متعباً ومنزعجاً إذا ذهب إلى المدرسة، ثم الرعاية بعد المدرسة، ثم درس السباحة. كما يحتاج الأطفال الذين يتعرضون للإفراط في التحفيز إلى وقت هادئ وبيئة هادئة ومألوفة.

علامات الإفراط في التحفيز

قد يظهر الرضع الذين يعانون من الإفراط في التحفيز العلامات التالية:

  • يصبحون متعبين أو متوترين
  • يبدون منزعجين أو يديرون رؤوسهم بعيداً
  • يتحركون بطريقة متشنجة
  • يقبضون قبضاتهم أو يحركون أذرعهم أو يركلون
  • يبكون، خاصة إذا استمر الإفراط في التحفيز لفترة طويلة

قد يظهر الأطفال الصغار أو أطفال ما قبل المدرسة الذين يعانون من الإفراط في التحفيز العلامات التالية:

  • يبدون متعبين أو متوترين أو منزعجين، أو يصابون بنوبة غضب
  • يبكون ولا يستطيعون استخدام الكلمات لوصف مشاعرهم
  • يلقون بأنفسهم على الأرض في نوبة بكاء أو غضب
  • يقولون إنهم لا يريدون الاستمرار في ما يفعلونه
  • يرفضون القيام بأشياء بسيطة مثل وضع حزام الأمان

قد يظهر الأطفال في سن المدرسة الذين يعانون من الإفراط في التحفيز العلامات التالية:

  • يبدون متوترين أو متعبين
  • يرمون أو يسقطون الأشياء
  • يكونون أكثر تعلقاً أو يحتاجون إلى اهتمام أكبر من المعتاد
  • يشعرون بالملل بسهولة
  • يتذمرون حول الطعام
  • يتعاونون أقل عند الطلب للمساعدة
  • يطلبون المزيد من المساعدة أكثر من المعتاد في أمور مثل الواجبات المنزلية أو الأعمال المنزلية

ستتعرف على علامات الإفراط في التحفيز لدى طفلك مع مرور الوقت.

موازنة وقت النشاط ووقت الهدوء

في السنوات الخمس الأولى من الحياة، يتطور دماغ الطفل بسرعة أكبر مقارنة بأي وقت آخر في حياته. التجارب المبكرة لطفلك – ما يراه، يسمعه، يلمسه، يشمه ويتذوقه – تحفز دماغه، مما يخلق ملايين الروابط.

هذا يعني أن طفلك يحتاج إلى بيئة محفزة مع العديد من الأنشطة المختلفة التي توفر طرقاً عديدة للعب والتعلم، وفرصاً كثيرة لممارسة ما يتعلمه. لكن الأطفال أيضاً بحاجة إلى وقت هادئ في بيئات مألوفة ومتوقعة للشعور بالأمان والهدوء. فقد يستفيد طفلك من قضاء وقت في استكشاف بيئته بطريقته الخاصة وبوتيرته الخاصة. يمنح هذا الوقت طفلك الفرصة لتعلم كيفية شغل وقته، وتحديد متى يحتاج إلى وقت هادئ، وإيجاد طرق لتهدئة نفسه.

الرضع: التعامل مع الإفراط في التحفيز

يمكن أن تأخذ طفلك إلى مكان هادئ وأقل إضاءة، إذا كان ذلك ممكناً، حيث يمكنه الهدوء – مثل السرير. إذا كنت في الخارج مع طفلك، يمكنك وضعه في عربة الأطفال وتغطيتها بغطاء خفيف. فقط تأكد من ترك مساحة للتهوية. كما أن لف الرضيع يمكن أن يساعده على الهدوء لأنه يقلل من الإحساسات الجسدية. قد يجد طفلك أيضاً الهدوء في أن يُحمل بجانب جسمك في حمالة أو شيء مشابه وأنت تمارس أنشطتك اليومية.

الأطفال الصغار وأطفال ما قبل المدرسة: التعامل مع الإفراط في التحفيز

إليك بعض الأفكار لمساعدة الأطفال الصغار وأطفال ما قبل المدرسة في التعامل مع الإفراط في التحفيز:

  • حاول أن تبقى هادئاً بنفسك. سيساعد ذلك طفلك على الهدوء أيضاً.
  • قلل من الضجيج والنشاط حول طفلك. على سبيل المثال، أغلق التلفاز أو الراديو واصطحب طفلك إلى غرفته. أو ابقَ معه إذا كان يحتاج إلى القرب منك للتهدئة.
  • ساعد طفلك على التعبير بالكلمات عن المشاعر التي يعبر عنها من خلال سلوكه. على سبيل المثال، يمكنك القول، “أرى أنك منزعج لأن هناك الكثير من الأشخاص هنا اليوم“، أو “أرى أن كل شيء كثير عليك الآن“.
  • اجلس بهدوء مع طفلك وقم بنشاط مهدئ. يمكنك قراءة قصة، أو الاستلقاء مع طفلك، أو غناء أغاني هادئة، أو تدليك ظهر طفلك. عندما يهدأ طفلك، امنحه الوقت للعب بمفرده.
  • إذا قال طفلك إنه لا يريد الاستمرار في ما يفعله أو كان منزعجاً جداً، امنحه “وقتاً إيجابياً” أو اعمل على خطوات للتهدئة. ثم تحقق مما إذا كان يمكنك معرفة سبب شعوره بالإفراط في التحفيز أو ما الذي قد يرغب في فعله بدلاً من ذلك.
  • إذا كان طفلك يتصرف بشكل صعب بسبب الإفراط في التحفيز، حاول تغيير بيئته.

الأطفال في سن المدرسة: التعامل مع الإفراط في التحفيز

في هذا العمر، يمكن للأطفال البدء في تهدئة أنفسهم. إليك بعض الأفكار لمساعدتهم:

  • ساعد طفلك على التعبير بالكلمات عن مشاعره التي يعبر عنها من خلال سلوكه. على سبيل المثال، “أرى أنك منزعج. هل تحتاج إلى راحة؟
  • اقترح على طفلك الذهاب إلى مكان هادئ إذا كان متعباً أو غاضباً. على سبيل المثال، يمكنه قراءة كتاب أو الاستماع إلى موسيقى هادئة في غرفته.
  • تحدث مع طفلك عن الأنشطة التي يجدها ممتعة أو ذات قيمة. قد يحتاج طفلك إلى التفكير في تقليل بعض الأنشطة إذا كان لديه الكثير ليقوم به.
  • ابحث عن استراتيجيات اليقظة لطفلك. قد تتمكن من العثور على بعضها لتقوم بها معاً.
  • ساعد طفلك على الهدوء. يمكنك القيام بذلك عن طريق ملاحظة مشاعره، تسمية المشاعر، والتوقف. انتظر حتى تمر المشاعر قبل التحدث عما حدث وما الذي قد يحتاج إلى التغيير.

العثور على كمية التحفيز المناسبة

يعتمد مقدار التحفيز الذي يفضله طفلك على طبيعته. بعض الأطفال يتحملون البيئات المحفزة بشكل أفضل من غيرهم. دع طفلك يكون دليلك، وتذكر أن اتباع نهج متوازن غالباً ما يكون الأفضل.

من الجيد أن تمنح الأطفال وقتاً كل يوم للعب بهدوء أو الراحة بعيداً عن وقت النوم. فمن المحتمل أن يستفيد الأطفال في سن المدرسة من نشاط أو نشاطين خارج المنهج الدراسي يهتمون بهما حقاً. الرياضة، الموسيقى، والأندية الأخرى يمكن أن تكون وسيلة رائعة لتطوير المهارات وتكوين صداقات جديدة واتباع الاهتمامات. ولكن قضاء الكثير من الوقت في الأنشطة المنظمة بعد المدرسة قد يعني أن طفلك يفوت عليه وقت الاسترخاء والترفيه عن نفسه.

القدرة على شغل وقتك بنفسك هي مهارة حياتية مهمة. من خلال تشجيعها، تساعد طفلك في رحلته نحو أن يصبح شخصاً مستقلاً.

أطفالنا لا يحتاجون لكل شيء دفعة واحدة، بل يحتاجون إلى مساحة للتنفس، والهدوء، ووتيرتهم الخاصة. في زمن التسارع والمشتتات، الهدوء هو نعمة، والروتين البسيط هو الأمان. راقب طفلك، لا تملأ جدوله بالكامل، وامنحه الحق في أن يشعر بالملل أحياناً — ففي هذا الفراغ، يولد الإبداع، وتتشكل الذات.

تذكّر: أنت من يصنع التوازن، فكن دليله نحو عالم مليء بالحب، لكن بجرعات مناسبة من التحفيز

 

المصدر

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *