قصة علم ألبانيا: تاريخ ورمزية النسر الأسود المزدوج

تم اعتماد العلم الوطني لجمهورية ألبانيا بشكله الحالي رسمياً في 7 أبريل/نيسان 1992، بعد أن شهدت البلاد تحوّلات سياسية كبرى أنهت الحقبة الشيوعية. وقبل هذا التاريخ، وتحديداً في 11 يناير/كانون الثاني 1946، تم اعتماد نسخة سابقة من العلم كانت تتضمن نجمة صفراء خماسية فوق النسر، كرمز لانتماء الدولة للمعسكر الشيوعي آنذاك.
هذا الرمز الشيوعي أُزيل بعد انهيار النظام، ليبقى العلم بالشكل المعروف اليوم، وهو تصميم قديم أعيد إحياؤه. والجدير بالذكر أن التصميم الحالي قام به الفنان الألباني صادق كاسيلي، وذلك عشية إعلان ألبانيا جمهورية شعبية.

وصف علم ألبانيا ورمزيته

  • الخلفية الحمراء: تمثل الشجاعة، القوة، والتضحية، وهي سمات يُعرف بها الشعب الألباني عبر تاريخه الطويل من المقاومة والنضال.

  • النسر الأسود ذو الرأسين: يحتل مركز العلم، ويفتح جناحيه ومخالبه باتجاه الجانبين. رأساه يتجهان نحو جهتين متعاكستين، وكل رأس يحمل لساناً بارزاً، وهذا النسر ليس مجرد عنصر زخرفي، بل رمز تاريخي عميق مرتبط بالهوية الوطنية والكرامة الألبانية. ويُعرف الألبان بلادهم باسم “شقيبريا – Shqipëria”، والتي تعني “أرض النسر”.

الجذور التاريخية لتصميم علم ألبانيا

يعود أصل النسر المزدوج إلى البطل القومي الألباني إسكندر بك (جيورج كاستريوتي)، الذي عاش في القرن الخامس عشر. إسكندر بك استخدم هذا النسر كشعار على ختمه الرسمي أثناء قيادته المقاومة ضد التوسع العثماني في البلقان. استُلهم التصميم من النسر البيزنطي، الذي كان رمزاً للسلطة والوحدة في الإمبراطورية البيزنطية. وبفضل بطولات إسكندر بك وشجاعته في حماية البلاد، أصبح النسر شعاراً أزلياً للكرامة والسيادة.

مدينة غيروكاستر (Gjirokastër) في جنوب ألبانيا
مدينة غيروكاستر (Gjirokastër) في جنوب ألبانيا

تطور العلم الألباني عبر الزمن

  • عام 1443: أول استخدام رسمي للعلم عند رفعه من قِبل إسكندر بك بعد انتصاره على العثمانيين في كرويا.

  • عام 1912: أعيد استخدام العلم للإعلان عن استقلال ألبانيا عن الدولة العثمانية.

  • من 1928 حتى 1939: أُضيفت صورة خوذة تعود للملك الألباني إلى مركز العلم، إشارة إلى الحكم الملكي في تلك الفترة.

  • أثناء الاحتلال الألماني (1943–1944): تمت إزالة الخوذة من التصميم.

  • بعد الحرب العالمية الثانية: ومع إعلان ألبانيا دولة شيوعية عام 1946، أضيفت نجمة خماسية صفراء فوق النسر، ترمز للثورة الشيوعية.

  • عام 1992: بعد نهاية النظام الشيوعي، أُزيلت النجمة، وعاد العلم إلى شكله الحالي، كتعبير عن العودة للجذور والتمسك بالهوية القومية.

 

العلم الألباني ليس مجرد قطعة قماش ترفرف فوق المباني والمؤسسات، بل هو تجسيد حي لتاريخ طويل من المقاومة، والكرامة، والهوية الوطنية. من إسكندر بك إلى نضال الألبان المعاصر، ظل النسر الأسود مرفرفاً كرمز للأمل والحرية والاستقلال.

 

المصدر

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *