دعم طفلك في مواجهة التنمر_ نصائح لأولياء الأمور في المرحلة الابتدائية

دعم طفلك في مواجهة التنمر: نصائح لأولياء الأمور في المرحلة الابتدائية

التنمر بشكل عام هو عندما يفعل الأطفال ويقولون أشياء غير لطيفة بشكل متعمد ومتكرر، وفي مرحلة الحضانة (ما قبل المدرسة) يمكن أن يشمل ذلك المضايقة والعدوانية الجسدية وقول أشياء بذيئة، كما يمكن أن يكون التنمر مدمراً لثقة الأطفال واحترامهم لذاتهم، وإذا كان طفلك يتعرض للتنمر فإنه يحتاج إلى التوجيه والحب والدعم سواء في المنزل أو المدرسة، كما يحتاج طفلك أيضاً إلى معرفة أنك ستعمل مع المدرسة لمنع المزيد من التنمر

التحدث مع طفلك عن التنمر

إذا كان طفلك يتعرض للتنمر، فمن الضروري الاستماع والتحدث مع طفلك، وهذا يساعدك في معرفة ما يحدث حتى تتمكن من اتخاذ إجراء مع المدرسة، كما ستساعد المحادثات الهادئة والعناية طفلك أيضاً على الشعور بالحب والدعم.

🔹 إليك كيفية البدء:

استمع: امنح طفلك اهتمامك الكامل وفكر في التحدث في مكان هادئ معه، واطرح عليه أسئلة بسيطة، ثم استمع إلى إجاباتته، حاول قول أشياء مثل “إذن ماذا حدث بعد ذلك؟ وماذا فعلت بعد ذلك؟“

ابقَ هادئاً: هذه فرصة لتظهر لطفلك كيفية حل المشكلات، فإذا شعرت بالغضب أو القلق انتظر حتى تشعر بالهدوء قبل التحدث مع طفلك أو مع الآخرين

لخص المشكلة: يمكنك أن تقول شيئاً مثل “إذن كنت جالساً بمفردك تتناول غدائك، ثم أخذ سام صندوق غدائك ورماه في الملعب“

الشعور بالضيق: دع طفلك يعرف أنه من الطبيعي ولا بأس أن يشعر بالضيق، ويمكنك أن تقول شيئاً مثل “لا عجب أنك تشعر بالحزن الشديد حيال هذا“

✅ تأكد من أن طفلك يعرف أن هذا ليس خطأه: “لم يحدث ذلك لأنك ترتدي نظارة، ربما كان صديقك منزعجاً من حدوث شيء ما في المنزل، ولكن هذا ليس عذراً لذلك“

🔹 الخطوة التالية هي إظهار اهتمامك لطفلك وأنك ستساعده:

توافق على وجود مشكلة: فمثلاً تقول له “ليس من المقبول أن يعاملك أحد بهذه الطريقة“

امدح طفلك: “قد لا يكون إخبارك عن التنمر سهلاً على طفلك، حيث يشجع الثناء طفلك على الاستمرار في مشاركة المشاكل معك، “أنا سعيد حقاً لأنك أخبرتني بهذا“

وضّح لطفلك أنك ستساعده: “يبدو أن الأمور لم تكن على ما يرام، دعنا نفكر في بعض الأشياء التي يمكننا القيام بها لجعلها أفضل“

تجنب التعليقات السلبية: لن يفيدك قول أشياء مثل “عليك أن تدافع عن نفسك” أو “أنت ضعيف، يمكنك البقاء في المنزل“

وإذا فهم طفلك سبب قيام بعض الأطفال بالتنمر، فقد يساعده ذلك على إدراك أن الموقف ليس خطأه، على سبيل المثال يمكنك إخبار طفلك أن الشخص الذي يتنمر: أنه يقلّد الآخرين ولا يعرف أن التنمر خطأ أو لا يعلم كيف يكون لطيف مع الآخرين أو لديه مشكلة ويعتقد أن جعل الآخرين يشعرون بالسوء سيجعل الأمور أفضل بالنسبة له.

دعم طفلك في مواجهة التنمر_ نصائح لأولياء الأمور في المرحلة الابتدائية
دعم طفلك في مواجهة التنمر_ نصائح لأولياء الأمور في المرحلة الابتدائية

العمل مع معلم طفلك

إذا تعرض طفلك للتنمر احصل على مساعدة معلم طفلك ومدرسته بأسرع ما يمكن، لاكتشاف التنمر والتعامل معه ومنع المزيد من التنمر. أيضاً يحتاج طفلك إلى معرفة أنك تعمل على حل المشكلة، لذا تأكد من إخباره أنك ستتحدث إلى المعلم حول هذا الموضوع.

🔹 إليك كيفية العمل مع معلم طفلك لوقف التنمر:

✅ خصص وقتاً للتحدث على انفراد مع المعلم

✅ اعرض مخاوفك بهدوء كقضية مشتركة لكما للتعامل معها، “يقول ابني أن سام يضربه في وقت الغداء، ويلقبه بأسماء مسيئة ويخبر الأطفال الآخرين ألا يلعبوا معه، أود مساعدتك لمعرفة ما يحدث وما يمكننا فعله حيال ذلك“

✅ ناقش المشكلة مع المعلم، واسأل عن آرائه وحلوله

✅ كن حازماً وليس غاضباً أو اتهامياً، “نعم، الأطفال يزعجوننا أحياناً، لكني لا أوافق على أن هذا كان مجرد إغاظة، بل أعتقد أنه أكثر جدية“

✅ اختتم الاجتماع مع معلم طفلك بخطة لكيفية إدارة الموقف، “أرجو أن تتحدث مع المعلمين الآخرين حول هذا الأمر حتى يتمكنوا من مشاهدة الأطفال بعناية في الملعب في وقت الغداء، وسنتحدث مرة أخرى الأسبوع المقبل“

✅ ابقَ على اتصال مع المعلم

ماذا لو كان طفلك لا يريدك أن تتحدث مع المعلم؟

قد لا يرغب طفلك في التحدث مع معلمه، وربما يشعر بالإحراج أو القلق من أن يؤدي ذلك إلى تفاقم التنمر أو أن يُنظر إليه على أنه “ضعيف” أو “واشي”. من المهم جداً أن تأخذ هذه المخاوف على محمل الجد، فشعور الطفل بالأمان العاطفي هو الأساس لأي خطوة لاحقة. استمع جيداً لمخاوفه دون إصدار أحكام، وطمئنه بأنك ستتعامل مع الأمر بطريقة تحميه وتحافظ على خصوصيته.

حاول أن تسأله أسئلة مفتوحة بلطف مثل: “ما الذي يقلقك بشأن أن أتحدث مع المعلم؟” أو “كيف تود أن نحل هذا الأمر معاً؟”

بعض الأطفال قد يقبلون بفكرة تدخل المعلم إذا طمأنّاهم بأن الأمر سيتم بسرية، أو دون أن تتم الإشارة إليهم بالاسم، كأن تقول للمعلم إن هناك “طفلاً في الصف يتعرض للتنمر” دون ذكر أسماء.

🔹 إذا بقي الطفل متردداً، يمكنك اقتراح حلول وسط، مثل:

أن تكتب للمعلم ملاحظة أو بريداً إلكترونياً بدلاً من لقاء مباشر.

أن تطلب من المعلم مراقبة ما يحدث دون التدخل فورًا، ثم تقديم تقرير سري لك أو التحدث لاحقاً مع الطفل بعيدًا عن الأنظار.

أن يكون اللقاء مع المعلم في وقت لا يوجد فيه طلاب آخرون، مثل قبل بدء اليوم الدراسي أو بعد انتهاء الدوام.

ومع ذلك، يبقى قرارك كوالد أو والدة هو الأهم، فأنت من ترى الصورة الأكبر. إذا كان الأمر يشكّل ضرراً مستمراً لطفلك، فقد يكون من الضروري التدخل حتى ضد رغبته، مع الحفاظ على أقصى درجات الدعم والاحتواء النفسي له، وطمأنته بأنك إلى جانبه دائماً، وأنك لن تقوم بأي خطوة دون التفكير أولاً بمشاعره ومصلحته.

إذا لم يتوقف التنمر

فيما يلي بعض الخطوات الإضافية التي يمكنك اتخاذها:

✅ احتفظ بسجل لما يحدث ومتى، وإذا كان التنمر يتضمن أذى جسدي أو ضرر لممتلكات طفلك، يمكنك أيضاً التقاط الصور، وإذا كان الأمر يتعلق بالتسلط عبر الإنترنت خذ لقطات شاشة لمنشورات وسائل التواصل الاجتماعي أو الرسائل النصية

✅ اكتب ملاحظة لمعلم الصف تفيد بأن التنمر ما زال مستمراً، واطلب مننه أن يرسل لك معالجة ذلك الأمر كتابةً

✅ تحدث إلى مدير المدرسة

✅ اطلب الاطلاع على إجراءات التنمر الخاصة بالمدرسة

✅ اطلب اجتماع لمناقشة الأمر مع مجلس إدارة المدرسة

✅ اطلب المزيد من النصائح من المعلمين

✅ يستغرق تغيير السلوك وقتاً، لذلك قد لا ترى نتائج بين عشية وضحاها

إذا كان سلوك التنمر متطرفاً، فقد تكون هناك أيضاً أسباب للبحث عن المساعدة خارج النظام المدرسي

دعم طفلك في مواجهة التنمر_ نصائح لأولياء الأمور في المرحلة الابتدائية
دعم طفلك في مواجهة التنمر_ نصائح لأولياء الأمور في المرحلة الابتدائية

الدعم خارج النظام المدرسي

في بعض الحالات، قد لا يكون التدخل المدرسي كافياً أو فعّالاً، خاصةً إذا كان التنمر عنيفاً أو مستمراً لفترة طويلة دون تحسن. وإذا كان التنمر يتضمن اعتداءً جسدياً، تهديداً خطيراً، أو تحرشاً متكرراً، فقد يصل الأمر إلى حد الجرائم الجنائية، وهنا من المهم اللجوء إلى جهات خارج المدرسة لحماية طفلك وضمان حقوقه.

فيما يلي بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها خارج إطار المدرسة:

🔹 اطلب المشورة القانونية: يمكن للمحامي مساعدتك في فهم حقوق طفلك وكيفية التحرك قانونياً. هذا مفيد خصوصاً إذا كنت تفكر في اتخاذ إجراءات قانونية ضد المدرسة أو المتنمّر

🔹 أخبر الشرطة: إذا تعرّض طفلك لاعتداء جسدي أو تهديد حقيقي، فلا تتردد في تقديم بلاغ رسمي. الشرطة يمكن أن تحقق وتتدخل لحماية الطفل

🔹 تقديم طلب إلى محكمة الأطفال للحصول على أمر تقييدي: هذا الإجراء قد يكون مناسباً في الحالات التي يتكرّر فيها التنمر من نفس الطفل أو المجموعة، ويهدد سلامة طفلك. المحكمة قد تُصدر أمراً يمنع المتنمّر من الاقتراب من طفلك داخل المدرسة أو خارجها.

🔹 اتصل بدائرة التعليم المحلية أو الإقليمية: إذا شعرت أن المدرسة لم تتعامل مع الموقف بجدية أو بعدالة، يمكنك تقديم شكوى رسمية إلى إدارة التعليم. غالباً ما توجد سياسة لمراجعة شكاوى التنمر تشمل التحقيق ومتابعة المدرسة.

💡 ملاحظة: هذه الخيارات لا تعني أنك قد فشلت كأب أو أم، بل تعني أنك تحمي طفلك وتستخدم كل الوسائل القانونية والاجتماعية لضمان بيئة آمنة له

ما يمكن أن يفعله طفلك للتعامل مع التنمر

إذا كان طفلك يتعرض للتنمر، فيجب عليك دائماً التدخل، ولكن يمكن لطفلك أيضاً تعلّم طرق للتعامل مع التنمر عند حدوثه، وهذا يمنح طفلك مهارات للتعامل مع أي تنمر مستقبلي أو سلوك اجتماعي سلبي، كما أنه يساعد طفلك على الشعور بثقة أكبر وأقل قوة بشأن تعرضه للتنمر.

فيما يلي بعض الأفكار لطفلك، إلى جانب طرق شرح الأفكار لطفلك:

✅ تجاهل وفكر في الابتعاد إذا استمر التنمر: “ابتعد عن الأطفال الذين يضايقون أو يتنمرون“

✅ أخبر الشخص الذي يمارس التنمر أن يتوقف: “الوقوف في وجه الأشخاص الذين يتنمرون بطريقة هادئة يتيح لهم معرفة أن ما يحاولون فعله لا يجدي نفعاً“

✅ تجنب الأماكن عالية الخطورة: “إذا ابتعدت عن الأماكن التي يحدث فيها التنمر، يمكنك تجنب الأشخاص الذين يتنمرون، طالما أن هذا لا يمنعك من فعل الأشياء التي تحبّ القيام بها“

✅ ابقَ بالقرب من الأشخاص الآخرين: “إذا بقيت مع أصدقائك، من المحتمل ألا يزعجك الشخص الذي يتنمر، أو يمكنك البقاء في الأماكن الأكثر ازدحاماً في المدرسة أو حيث يوجد المعلمون مثلاً“

✅ اطلب المساعدة من الأطفال الآخرين: “من المحتمل أن يفهم الأطفال الآخرون ما تمر به ويمكنهم مساعدتك إذا كنت في حاجة إليها، حيث يقل احتمال قيام الأشخاص بالتسلط عليك إذا كان بإمكانهم رؤية أن لديك دعم من أصدقائك“

✅ تكلم مع المعلم: “يمكن لمعلمك مساعدتك في التعامل مع المشكلة، فقد لا يعرف الشخص الذي يتنمر عليك أن المعلم يساعدك، وربما يكون من الصعب التعامل مع التنمر“

كما يمكنك أيضاً التحدث مع طفلك حول أفضل استراتيجية للموقف الذي يتعرض له، فإذا كان شخص ما ينادي طفلك بألقاب مسيئة قد يطلب طفلك منه التوقف، ولكن إذا كان الشخص الذي يتنمر عنيفاً جسدياً قد يكون من الأفضل إخبار المعلم.

دعم طفلك في مواجهة التنمر_ نصائح لأولياء الأمور في المرحلة الابتدائية
دعم طفلك في مواجهة التنمر_ نصائح لأولياء الأمور في المرحلة الابتدائية

دعم طفلك في المنزل

يُعتبر المنزل المكان الآمن الذي يلجأ إليه الطفل للشعور بالحب والقبول. لذلك، من الضروري أن يشعر الطفل بأنك حاضنته العاطفية، خصوصاً في أوقات التوتر مثل تعرضه للتنمر.

💬 التواصل اليومي: اجعل من الحديث مع طفلك عادة يومية، وركّز على طرح أسئلة مفتوحة تساعده على التعبير مثل: “هل كان هناك شيء أزعجك اليوم؟” أو “من الذي جعلك تبتسم اليوم؟”، وتجنب الأسئلة التي تحصره في إجابات “نعم” أو “لا”، وشجّعه على سرد تفاصيل يومه.

🎯 تعزيز الثقة بالنفس: امدح جهود طفلك، وليس فقط النتائج. ساعده على تذكّر نقاط قوّته ومهاراته الخاصة. على سبيل المثال: “أنت رائع في الرسم – هل تريد أن نرسم معاً؟”

🛡️ بناء استراتيجيات المواجهة: يمكنك استخدام التمارين المنزلية البسيطة لمساعدة طفلك على التعامل مع المواقف الصعبة، مثل: التمارين التنفسية عندما يشعر بالتوتر، تقمّص الأدوار (role play) لمساعدته على قول “توقف” بطريقة واثقة.

🧸 الأنشطة المشتركة: شارك طفلك في أنشطة ممتعة مثل الطهي، أو اللعب، أو الحرف اليدوية. هذه اللحظات تعزز من العلاقة بينكما وتشعره بالأمان.

📚 القراءة معاً: اختر كتباً مناسبة لعمره تتحدث عن التنمر أو الصداقة. يمكن أن تساعده على فهم مشاعره والتعرّف إلى حلول ممكنة دون أن يشعر بأنه الوحيد الذي يواجه هذه المشكلة.

🧘‍♂️ تشجيع الاسترخاء: علّم طفلك طرقاً بسيطة للاسترخاء مثل الجلوس في مكان هادئ، أو الاستماع للموسيقى، أو التلوين. هذه الأنشطة تخفف من التوتر وتمنحه الإحساس بالسيطرة على مشاعره.

💖وتذكّر دائماً مجرد وجودك إلى جانب طفلك واحتوائه في لحظات الضعف كفيل بأن يصنع فارقاً كبيراً في تخفيف أثر التنمر عليه💖

 

التنمر تجربة قاسية يمكن أن تترك أثراً عميقاً في نفس الطفل، لكن بفضل التوجيه الحنون والدعم المستمر من الأسرة والمدرسة، يمكن للطفل أن يتجاوزها ويستعيد ثقته بنفسه. إن التحدث بصراحة مع الطفل، والاستماع لمشاعره، والتعاون الجاد مع المعلمين، كلها خطوات فعالة لخلق بيئة أكثر أماناً ومحبة. تذكّر دائماً أن طفلك لا يحتاج فقط إلى حلول، بل يحتاج أن يشعر أنك بجانبه، تصدقه، وتحميه. فكل لحظة دعم هي لبنة في بناء طفل قوي، واثق، وسعيد.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *