هل فكّرت يوماً كيف تستجيب أنتَ أو طفلك للشدائد؟ 😔💭
في قصة تجمع بين البساطة والعمق، نرافق “تالا”، فتاة ذكية ومُرهفة الإحساس، تمرّ بيوم صعب مليء بالإحباط والمشاعر المتضاربة. عادت من المدرسة وهي تشعر أن العالم ضدها — صديقة تخاصمت معها، معلمة وبّختها، ومهمة لم تتمكن من إنجازها. جلست بصمت، وعيناها ممتلئتان بالدموع.
لاحظ والدها حالتها وسألها بلطف: «تالا، ما بكِ؟».
أجابت بصوت خافت: «أشعر أن كل شيء ضدي، وكلما حاولت أن أكون أفضل، صارت الأمور أسوأ…».
ابتسم والدها وقال: «تعالي معي إلى المطبخ، أريد أن أريك شيئاً».
دخلت “تالا” المطبخ، ولم تكن تعرف أن هذا الدرس سيغيّر نظرتها للحياة.
أحضر والدها ثلاث أوعية معدنية، وملأ كل واحد منها بالماء، ووضعها على النار. ثم قال: «أحضري لي بيضة، وبطاطس، وكيس شاي».
نظرت إليه باستغراب، لكنها أطاعته. أخذ كل مكوّن ووضعه في وعاء منفصل بعد أن بدأ الماء يغلي. جلسا معًا يراقبان الماء وهو يتبخر ببطء، والدقائق تمرّ.
بعد عشر دقائق، أطفأ الموقد وقال: «قشّري البيضة، واضغطي على البطاطس، ثم انظري إلى لون الماء مع الشاي».
فعلت “تالا” ما طلبه، ولاحظت أن:
🔹 البيضة التي كانت نيئة من الداخل أصبحت صلبة 🥚
🔹 البطاطس التي كانت صلبة أصبحت لينة ومتفككة 🥔
🔹 أما الماء، فقد تغيّر لونه ورائحته بالكامل بفعل أوراق الشاي 🍃
ابتسم والدها ونظر إليها قائلاً: «تالا، كل هذه الأشياء واجهت نفس الظروف — الماء المغلي. لكن كلًّا منها تفاعل بطريقة مختلفة. البيضة كانت ناعمة من الداخل، لكنها أصبحت قاسية وصلبة. البطاطس كانت قوية، لكنها ضعفت وذابت. أما أوراق الشاي، فهي لم تتأثر فقط، بل غيّرت البيئة من حولها».
ثم اقترب منها وسألها بصوت دافئ: «عندما تواجهين الشدائد، هل تصبحين أقسى كالبَيضة؟ أم أضعف كالبطاطس؟ أم أنك تملكين القوة لتغيّري العالم من حولك مثل الشاي؟».
سكتت “تالا”، لكنها شعرت بشيء يتغيّر في قلبها. لم تعد ترى مشاكلها بنفس الطريقة. بدأت تدرك أن الأمر لا يتعلّق بما يحدث لنا، بل بكيفية استجابتنا له.
💡 العبرة من القصة:
عبرة القصة هي أن الأشخاص يواجهون الصعوبات والمواقف الصعبة بطرق مختلفة، تمامًا مثل البيضة، والبطاطس، وأوراق الشاي. قد تجعلنا الظروف الصعبة أقوى كالبطاطس التي كانت صلبة ثم أصبحت لينة، أو قد تجعلنا أكثر قسوة مثل البيضة التي كانت هشة ثم أصبحت صلبة. وهناك من يستطيع أن يؤثر في الظروف من حوله، كأوراق الشاي التي غيرت الماء نفسه. بالتالي، القوة الحقيقية تكمن في كيفية استجابتنا للظروف، وليس في الظروف نفسها.