طفلي حساس... كيف أتعامل معه؟ 8 نصائح واستراتيجيات لتربية الطفل الحساس بثقة ووعي

طفلي حساس… كيف أتعامل معه؟ 8 نصائح واستراتيجيات لتربية الطفل الحساس بثقة ووعي

إذا كنتِ أماً أو كنتَ أباً لطفلٍ حساس، فأنت تعلم تماماً أن الأمر ليس سهلاً دائماً. قد تمرّ أيام تشعر فيها بأنك تمشي على قشر البيض، تحاول طمأنته، واحتواء مشاعره، وتهدئته من نوبات قلقه أو حزنه. الطفل الحساس يرى العالم بشكل مختلف، يشعر بعمق، ويتأثر بأدق التفاصيل. فهو لا يتفاعل مع التغييرات أو الانتقادات كما يفعل أقرانه، وقد تلمح في عينيه مشاعر لم ينتبه لها أحد.
لكن هل تعلم أن هذه الحساسية يمكن أن تكون نعمة إذا أحسنت التعامل معها؟
في هذا الدليل العملي، نستعرض كيف يمكن للآباء والمربين فهم طبيعة الطفل الحساس، وتقديم الدعم الذي يحتاجه، دون التقليل من مشاعره أو دفعه للانغلاق. ستجد هنا خطوات عملية ونصائح تربوية تساعدك على تحويل التحدي إلى فرصة للنمو المشترك.

إذا كان لديك طفل حساس فإن تربيته ليست سهلة كل يوم، وأنت تعلم ما أتحدث عنه

🔹 طفلك الحساس يقلق كثيراً، حيث تقضي شهوراً في محاولة طمأنته بأن معلمته الجديدة ستكون رائعة، وأن دروس السباحة ستكون رائعة، وأن الفصل الجديد سيكون على ما يرام، وأن معلمته لم تشعر بخيبة أمل فيه لأنه أخطأ في الإجابة.

🔹 أنت قلق بشأن طفلك الحساس كونك غالباً ما تكون غير متأكد بشأن ما إذا كان يجب عليك حمايته من “أهوال العالم” أو ما إذا كان يجب عليك تعريضه لواقع الحياة، وإذا كان الأمر كذلك فإلى أي مدى؟

🔹 يريد طفلك الحساس “إنقاذ كل شيء” مثل الذباب والقطط الضالة والقواقع والطفل الحزين في صفه.

🔹 إذا كان طفلك حساساً فقد يكون مقاوماً للتغيير، حتى أدنى التغييرات التي يبدو أن الأطفال الآخرين يتعاملون معها بسهولة ستبدو مهمة شاقة بالنسبة له.

🔹 يبدو أن طفلك الحساس أكثر تناغماً مع مشاعر الآخرين، وسوف يلاحظ الزوجين اللذين كانا يتشاجران للتو، الأم قلقة على طفلها، أو الجار الحزين.

تشير الأبحاث إلى أن الأطفال ذوي الحساسية العالية لديهم فرصة أكبر لتطوير اضطرابات القلق في وقت لاحق من الحياة، والخبر السار هو أن الحساسية هي أيضاً قوة ويمكن أن تساعد بعض الاستراتيجيات الأطفال الحساسين أو الخجولين على تقبّل حساسيتهم.

نحن نعلم الآن أن الحساسية أمر فطري ومن المرجح أن تبقى مع طفلك في مرحلة المراهقة والبلوغ، كما يمكن أن يكون تجاهل حساسية طفلك لها تأثير سلبي قوي على المدى الطويل، والأطفال الذين يتعلمون على الاعتقاد بأن حساسيتهم هي إعاقة يتعلمون قمع مشاعرهم، وهذا يمكن أن يؤثر على حياتهم النفسية وحتى المهنية.

نصائح واستراتيجيات لتربية الطفل الحساس
نصائح واستراتيجيات لتربية الطفل الحساس

7 أشياء يمكنك البدء بفعلها اليوم إذا كان طفلك حساساً

مراعاة حساسية طفلك

اخلق بيئة يشعر فيها طفلك بالراحة، وساعده في إنشاء “مكان هادئ” حيث يمكنه الذهاب في أي وقت يشعر فيه بالإرهاق

تجنب اقتراح الكثير من الأنشطة، فغالباً ما يشعر الطفل الحساس بالارتباك بسهولة ويحتاج إلى وقت للاسترخاء

تجنب وضع طفلك على الفور من خلال مطالبته بفعل أشياء تعرف أنها صعبة عليه في الأماكن العامة (مثل مطالبته بالغناء)

تجنب المقارنات السلبية

تعلم الاستماع مع التعاطف فهذا سيجعل طفلك الحساس ينفتح أكثر

جهزّ طفلك بالحديث عما يمكن توقعه، وجهزه للتجارب الجديدة بإخباره عنها

دع طفلك يعرف أنه لا بأس من الهدوء والاستمتاع بلحظات الهدوء بنفسه

✅ تجنب التسميات

عندما تشرح للناس مراراً وتكراراً أن طفلك “خجول” أو “مفرط الحساسية” أو تستخدم كلمات أخرى على هذا المنوال، فقد يبدأ في التفكير في حساسيته على أنها حالة سلبية ودائمة وربما تتطور لديه مشاعر ثانوية مرتبطة به مثل العار .

الشيء الذي يجب أن تتذكره هو أنك تلعب دوراً كبيراً في تحديد كيف سينظر طفلك إلى نفسه، وفي النهاية كيف سينظر إليه الآخرون.

يؤثر التركيز على السمات الإيجابية أيضاً على كيفية رؤية الآخرين لطفلك، فبدلاً من النظر إليه على أنه “خجول حقاً” انظر إليه على أنه منتبه ومركز على الخصوصية ومراعي للآخرين ومتعاطف ومسالم.

إليك عدّة عبارات يمكن أن تساعدك في التعامل مع التعليقات السلبية للآخرين:

سيفعل ذلك عندما يكون جاهز

إنه يحب وقته الهادئ

لا، إنه يفكر فقط، إنه بحاجة لبعض الوقت قبل أن يتمكن من …

لا، إنه بخير

جرب التهذيب الإيجابي

قد يكون تهذيب طفلك الحساس أمراً معقداً لأنه يوجد دائماً خوف من إغضابه وقضاء ساعات في تهدئته، وبينما يميل العديد من أهل الأطفال الحساسين إلى التغاضي عن سلوك معين “للحفاظ على السلام” فإن التهذيب مهم.

ساعد طفلك الحساس على تعلم كيفية التعامل مع مشاعره بنفسه

يعدّ تنظيم المشاعر قضية رئيسية مع الأطفال الحساسين، حيث يحتاج طفلك إلى معرفة أن عواطفه صحيحة، لكنه يحتاج أيضاً إلى معرفة أن لديه القدرة على التعامل مع أكثر المشاعر صعوبة.

فيما يلي ثلاثة أشياء سهلة يمكنك القيام بها لزيادة الذكاء العاطفي لطفلك:

تحدث عن المشاعر وعلّق عليها

ساعده في تعلم شعور تلك المشاعر

ساعده في التعرف على الأدوات التي تساعده على التعامل مع المشاعر الصعبة

لاحظ وعلّق على كل جهد يقوم به طفلك

من المهم تشجيع طفلك الحساس والثناء على مجهوده:

كنتَ خائفاً لكنك ما زلت تذهب إلى درس السباحة…هذا رائع حقاً!

يعجبني كيف قررت الذهاب لقراءة كتاب عندما كنت تشعر بالإرهاق

لقد تحدثت معي عن شعورك وتمكنا من التفكير في بعض الحلول…إنها حقاً طريقة رائعة للتعامل مع المواقف الصعبة

💡 إن تسمية السلوك الذي ترغب في رؤيته في طفلك يساعده على فهم كيف يمكنه التعامل مع المواقف الصعبة، كما أنه يشجع على تكرار هذا السلوك

ادفع طفلك الحساس للخروج من منطقة راحته

غالباً ما تكون تربية طفل حساس أمراً صعباً لأنك لا تعرف أبداً ما إذا كنت بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد أم لا، وتقول الأبحاث أن الإفراط في حماية الطفل الحساس قد يزيد الأمور سوءاً، ولكن جعل الطفل الحساس يخرج من قوقعته يتطلب الكثير من الصبر وهي مسألة حساسة نوعاً ما: فكلما دفعت بقوة، زادت احتمالية مقاومة طفلك

إليك بعض الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار عند التعامل مع الطفل الحساس

🔹 لا تحاول تغيير طبيعة طفلك الأساسية

🔹 تجنب تقديم طلبات غير معقولة، بل فكر في شخصية طفلك وامدح الجهد والإنجازات التي يقوم بها

🔹 اتخذ خطوات تدريجية صغيرة جداً

🔹 يمكن إخراج طفلك من منطقة الراحة الخاصة به بإخباره بما هو متوقع، فإذا كان قلقاً بشأن بدء دروس السباحة، فيمكنك تنظيم لقاء مع مدربه قبل بدء الدروس

🔹 طمأنه وابقى معه في الحفلة إذا لزم الأمر أو اشرح بوضوح موعد عودتك، وقلل تدريجياً من الوقت الذي تقضيه معه خلال النزهات ومواعيد اللعب

لا تخبر طفلك الحساس ألاّ يكون حساساً

غالباً ما يُنظر إلى الحساسية على أنها “سمة شخصية” سيئة وليس من غير المألوف محاولة “تحسين” مزاج طفلك باستخدام عبارات مثل:

أنت تقلق كثيراً من أجل لا شيء

لا تبكي مرة أخرى

أنت حساس للغاية

توقف عن كونك شديد الحساسية

توقف عن أخذ كل شيء على محمل شخصي

فإن إبطال مشاعر طفلك يجعل كل شيء أسوأ، وبدلاً من التقليل من مخاوفه ومشاعره، إليك بعض الأشياء التي يمكنك قولها:

أعلم أنك خائف، سأكون خائفاً أيضاً… دعنا نتحدث عن بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها عند وصولك إلى صفك الجديد

الرسم دائماً يهدئني، هل تريد تجربة الرسم معي أم تفضل القيام بشيء آخر؟ حيث إن تقديم الحلول لطفلك يعلمه إدارة المواقف الصعبة بشكل أفضل

اعلم الوقت المناسب لطلب المساعدة لطفلك الحساس

للأسف، يمكن أن تشير الحساسية عند الأطفال إلى قضايا أكثر خطورة، وحان الوقت لطلب المساعدة من المعالج إذا:

كان طفلك حساساً حتى في المنزل وليس من السهل التواجد حوله، وتسبب حساسية طفلك لك وله الكثير من الضيق

حساسية طفلك تمنعه من المشاركة في المناسبات الاجتماعية

يعاني طفلك من العديد من المشاكل السلوكية

يتجنب طفلك الاتصال المباشر بالعين

رغم أنه من المرجح أن ينمو الأطفال الحساسون ليصبحوا بالغين حساسين، فكلما تعلموا كيفية إدارة عواطفهم وفهم طبيعتهم، سيكون من الأسهل عليهم رؤية حساسيتهم كقوة.

 

تربية طفل حساس ليست مهمة سهلة، لكنها تجربة مليئة بالمعاني الإنسانية العميقة. فبين لحظات القلق والبكاء، والمواقف التي تحتاج منك صبراً مضاعفاً، يولد داخل هذا الطفل قلب واعٍ، وعقل متأمل، وقدرة استثنائية على فهم العالم من حوله بطريقة مختلفة.
تذكّر أن الطفل الحساس لا يحتاج لأن يتغير، بل يحتاج أن يُفهَم ويُحتضن.
ومن خلال دعمك، وتشجيعك، واحترام مشاعره، سيتعلّم كيف يحوّل حساسيتَه من عبء إلى هدية، ومن ضعف إلى مصدر قوّة ورحمة تجاه الآخرين ونفسه. فكل خطوة تأخذها نحوه اليوم، ستصنع غداً أكثر وعياً واستقراراً له ولك.

المصدر 1

المصدر 2

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *