يبكي جميع الأطفال عندما يشعرون بالجوع أو التعب أو الانزعاج أو المرض أو الألم أو الإحباط أو الحزن أو الغضب. أحياناً يبكون لأنهم يحتاجون إلى الحنان أو الراحة، أو لأنهم يخافون من الانفصال عن الشخص الذي يرعاهم. ولكن في بعض الأحيان يكون من الصعب معرفة ما يحتاجه الأطفال عندما يبكون، خاصةً إذا كانوا لا يتحدثون بعد.
لذلك، عندما يبكي طفلك، ابدأ بالتأكد من أنه ليس مريضاً أو مصاباً. إذا كنت غير متأكد، حدد موعداً مع طبيبك أو اتصل بممرضة صحة الطفل والأسرة. وإذا كان طفلك يبكي لسبب آخر غير المرض أو الألم، فهناك العديد من الأمور التي يمكنك القيام بها للمساعدة. بالإضافة إلى ذلك لا تهز أو تضرب أو تؤذي طفلاً يبكي أبداً. إذا شعرت أنك قد تؤذي طفلك، توقف قبل القيام بأي شيء. ابتعد وخذ نفساً عميقاً. اتصل بشخص ما لطلب المساعدة.
البكاء عند الأطفال الصغار
يبكي الأطفال الصغار للأسباب نفسها التي يبكي بها الأطفال الرضع. ولكن الأطفال الصغار يبكون أيضاً كوسيلة للتعامل مع المشاعر الجديدة والصعبة مثل الإحباط أو الإحراج أو الغيرة.
إذا كان طفلك بخير جسدياً، قد تساعدك الأفكار التالية في التعامل مع بكاء طفلك:
🔹 إذا كنت تعتقد أن طفلك قد يكون متعباً، ربما يساعده الحصول على قسط من الراحة. أو يمكنك تقديم بعض الوقت الهادئ للاستماع إلى الموسيقى أو قراءة قصة معًا.
🔹 إذا حدث البكاء عند وقت النوم، قد تحتاج إلى بعض المساعدة لتهدئة طفلك.
🔹 إذا كان طفلك غاضباً أو يمر بنوبة غضب، اصطحبه إلى مكان آمن واستخدم الوقت الإيجابي لمساعدته على الهدوء.
🔹 إذا كان طفلك محبطاً، حاولوا معاً إيجاد حل للمشكلة. على سبيل المثال: “أنت محبط لأن المكعبات تستمر في السقوط. دعنا نحاول مرة أخرى معاً”. تسمية الشعور وسبب حدوثه توصل رسالة لطفلك بأنك تفهم مشاعره. كما يساعده ذلك في تعلم كيفية تنظيم مشاعره.
🔹 إذا كان طفلك يشعر بالتعب أو الانزعاج، جرب الذهاب في نزهة معاً أو تقديم حمام فقاعات. أو ضع موسيقى تستمتعان بها معاً وارقصا أو غنيا معاً.
🔹 إذا كان هناك شخص آخر يمكنه تهدئة طفلك أو صرف انتباهه، يمكنك طلب المساعدة منه. على سبيل المثال، يمكنك محاولة إجراء مكالمة فيديو مع الجد.
البكاء لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة وأطفال المدرسة
عادةً ما يقل بكاء الأطفال مع تقدمهم في العمر. بمجرد أن يتمكن الأطفال من التحدث، يصبح من الأسهل عليهم استخدام الكلمات للتعبير عن سبب انزعاجهم وما يحتاجون إليه. كما يصبح من المحتمل أن يكون من الأسهل عليهم التحدث عن مشاعرهم.
إذا كان طفلك بخير جسدياً، جرب الأفكار التالية:
- ساعد طفلك على الهدوء، ثم اسأله عن سبب شعوره بالانزعاج. أظهر أنك تستمع من خلال تكرار مشاعر طفلك له. على سبيل المثال: “أنت تشعر بالحزن لأن سام لم يلعب معك”.
- قدم لطفلك طرقاً للتعامل مع الموقف. على سبيل المثال: “ماذا لو طلبت الانضمام إلى لعبة جاد بدلاً من ذلك؟”
- تأكد من أن طفلك يفهم أن من الطبيعي أن تكون لديه مشاعر وأن يبكي – على سبيل المثال، عندما يحدث شيء محزن أو عندما يصاب طفلك. يمكنك أن تقول شيئًا مثل: “آه، سأبكي أنا أيضاً إذا ضربت رأسي”.
- إذا بدا أن طفلك يقضي وقتاً طويلاً في البكاء والشعور بالحزن، فكر في طلب نصيحة من طبيبك.
الاعتناء بنفسك عندما يبكي طفلك
إذا كان طفلك يبكي كثيراً، فمن المهم جداً أن تعتني بنفسك. فإذا كنت تشعر بالتوتر أو القلق أو الغضب، قد يساعدك أن يأخذ شخص آخر المسؤولية لفترة. إذا استطعت، اطلب من شريكك أو صديق أو قريب المساعدة. يمكن أن تمنحك المشي في الحي أو ممارسة التأمل استراحة وقد تساعدك على الشعور بالهدوء.
طلب الدعم هو جزء مهم من العناية بنفسك. إنه جيد لك وجيد لعائلتك. يعد بكاء الأطفال والرضع أحد أكثر الأسباب شيوعاً التي يلجأ فيها الآباء إلى المساعدة المهنية. وإذا كنت بحاجة إلى الدعم، يمكنك الاتصال بطبيبك أو ممرضة صحة الطفل والأسرة. كما يجب عليك أيضاً زيارة طبيبك إذا كنت أو شريكك تبكي كثيراً، أو إذا كنت تبكي دون معرفة السبب. قد تحتاج إلى بعض المساعدة للتعامل مع الاكتئاب أو اكتئاب ما بعد الولادة عند الأمهات أو الآباء.
لا بأس بالبكاء أمام أطفالك في بعض الأحيان. بالنسبة لكل من الأطفال والبالغين، قد يكون البكاء وسيلة صحية للتعامل مع الخسائر الكبيرة أو الألم أو الحزن. يتعلم طفلك متى وكيف يعبر عن مشاعره مثل الحزن أو الغضب أو السعادة من خلال مراقبتك. رؤية مشاعرك تعلم طفلك أيضاً أنك تشعر بالأشياء أيضاً.