هناك فرق كبير بين التفكير الزائد وحل المشكلات. فرغم وجود بعض الأدلة التي تشير إلى أن النساء أكثر عرضة للإفراط في التفكير من الرجال، فإن الحقيقة هي أن الجميع يفكر في بعض الأحيان.
الإفراط في التفكير هو مشكلة شائعة، وغالباً ما يقول الأشخاص أشياء مثل “لا أستطيع الاسترخاء، ويبدو الأمر كما لو أن عقلي لن يتوقف عن العمل”، أو “لا أستطيع التوقف عن التفكير في كيف كان من الممكن أن تكون حياتي أفضل إذا فعلت أشياء بشكل مختلف“.
الرابط بين الإفراط في التفكير ومشاكل الصحة العقلية هو سؤال من نوع من أتى أولاً الدجاجة أم البيض، فالإفراط في التفكير مرتبط بمشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق، ومن المحتمل أن يؤدي الإفراط في التفكير إلى تدهور الصحة العقلية، ومع تدهورها تزداد احتمالية الإفراط في التفكير، فهي كالدوامة الشريرة. لكن من الصعب التعرف على ذلك عندما تعلق في المنتصف، ففي الواقع قد يحاول عقلك إقناعك بأن القلق والتفكير في التفكير مفيد إلى حد ما.
الإفراط في التفكير يأتي في شكلين: التفكير في الماضي والقلق بشأن المستقبل
إنهما مختلفان عن حل المشكلات، حيث يتضمن حل المشكلات التفكير في حل، أما التفكير الزائد ينطوي على الخوض في المشكلة. كما يختلف التفكير الزائد أيضاً عن التفكير الذاتي، حيث يدور التفكير الصحي الذاتي حول تعلم شيء عن نفسك أو اكتساب منظور جديد حول موقف ما، أما التفكير الزائد يتضمن التفكير في مدى شعورك بالسوء والتفكير في كل الأشياء التي لا يمكنك التحكم فيها.
لا يتعلق الفرق بين حل المشكلات والتفكير الذاتي والإفراط في التفكير في مقدار الوقت الذي تقضيه في التفكير العميق، فالوقت الذي تقضيه في تطوير حلول إبداعية أو التعلم من سلوكك هو أمر مثمر، ولكن الوقت الذي تقضيه في التفكير الزائد، سواء كان 10 دقائق أو 10 ساعات لن يحسن حياتك.
علامات تدل أنك مفرط في التفكير
أولاً عليك أن تدرك أن التفكير الزائد يضر أكثر مما ينفع، ففي بعض الأحيان، يعتقد الناس أن إفراطهم في التفكير بطريقة ما يمنع حدوث الأشياء السيئة، ويعتقدون أنهم إذا لم يقلقوا بما يكفي أو يعيدوا صياغة الماضي بما فيه الكفاية بطريقة ما، فإنهم سيواجهون المزيد من المشاكل، ولكن الإفراط في التفكير ضار لك ولا يفعل شيئاً لمنع المشكلات أو حلها.
إليك 10 علامات تدل على أنك مفرط في التفكير:
🔹 استرجاع اللحظات المحرجة في رأسك بشكل متكرر
🔹 الصعوبة في النوم لأنك تشعر أن عقلك لن ينغلق
🔹 تسأل نفسك كثيراً من أسئلة “ماذا لو”
🔹 تقضي الكثير من الوقت في التفكير في المعنى الخفي في الأشياء التي يقولها الناس أو الأحداث التي تحدث
🔹 تعيد صياغة المحادثات التي أجريتها مع الناس في ذهنك وتفكر في كل الأشياء التي كنت تتمنى لو لم تقلها أو قلتها
🔹 عندما يقول شخص ما أو يتصرف بطريقة لا تحبها، تستمر في إعادتها في ذهنك
🔹 في بعض الأحيان، لا تعلم ما يدور حولك لأنك تتحدث عن أشياء حدثت في الماضي أو قلقاً بشأن أشياء قد تحدث في المستقبل
🔹 تقضي الكثير من الوقت في القلق بشأن الأشياء التي ليس لديك سيطرة عليها
🔹 لا تستطيع صرف ذهنك عن مخاوفك