قصة علم إسبانيا: بين أمجاد الممالك القديمة ووحدة الأمة

يتكون علم إسبانيا من ثلاثة أشرطة أفقية بألوان الأحمر والأصفر والأحمر، مع شريط أصفر أعرض من الشريطين الأحمرين. على الجانب الأيسر من الشريط الأصفر، يوجد شعار النبالة الإسباني الذي يعكس التاريخ الملكي والتنوع الجغرافي والثقافي للبلاد.

اعتمد العلم الحالي رسمياً في 19 ديسمبر/ كانون الأول عام 1981، رغم أن تصميماته الأساسية ترجع إلى القرن الثامن عشر.

معاني الألوان والشعارات

الألوان الأحمر والأصفر

يقال إن اللون الأحمر يمثل القوة والشجاعة، بينما يرمز اللون الأصفر إلى الكرم والثروة. كذلك، تشير هذه الألوان إلى دماء الإسبان وتاريخهم في الدفاع عن وطنهم. هناك أيضاً تفسير آخر يشير إلى أن هذه الألوان مستوحاة من المناظر الطبيعية لإسبانيا، حيث يعبر الأصفر عن الشمس الساطعة، بينما يعكس الأحمر حب الشعب الإسباني للحرية.

شعار النبالة

الأعمدة: يظهر في شعار النبالة عمودان يمثلان “أعمدة هرقل”، التي كانت تُعتبر حدود العالم المعروف في العصور القديمة وتقع عند مضيق جبل طارق.
الشعار اللاتيني “PLUS ULTRA”: يحيط العمودين شعار لاتيني يعني “ما وراء” أو “أبعد”، وهو يعكس طموح إسبانيا التوسعي في فترة الاكتشافات البحرية، خاصة بعد اكتشاف العالم الجديد.
التاج الملكي: يرمز التاج الملكي إلى النظام الملكي الإسباني، الذي يمثل وحدة البلاد وولاءها للنظام الملكي.
الدرع المركزي: يتألف الدرع من أربعة أقسام تمثل الممالك الإسبانية التاريخية الأربعة: قشتالة وليون وأراغون ونافارا. كما يوجد رمز غرناطة في الأسفل، تكريماً لمملكة غرناطة التي أُدمجت في إسبانيا الموحدة في نهاية فترة الاسترداد.
الزهرة الحمراء: توجد أسفل الدرع زهرة حمراء تمثل مملكة غرناطة، وهي إضافة تُظهر الانتصار في الحروب القديمة التي خاضتها الممالك الإسبانية.

تاريخ العلم وتطوره

في الأصل، كانت إسبانيا تستخدم أعلاماً مختلفة عبر العصور، تتنوع حسب المناطق والأقاليم المتعددة.

في عام 1785، خلال عهد الملك كارلوس الثالث، تم اختيار تصميم جديد للاستخدام البحري، يتكون من اللونين الأحمر والأصفر، ليكون العلم مميزاً ويسهل التعرف عليه وسط أعلام الدول الأوروبية الأخرى. بمرور الوقت، تم تبني هذا التصميم ليصبح العلم الوطني لإسبانيا.

ومع إعلان الجمهورية الإسبانية الثانية (1931-1939)، تم تغيير العلم ليشمل شريطاً بنفسجياً كرمز للنظام الجمهوري، إلا أن النظام الحالي أعاد العلم الأصلي بعد الحرب الأهلية الإسبانية وإعلان الملكية الدستورية.

رمزية العلم اليوم

اليوم، يُعتبر علم إسبانيا رمزاً للوحدة الوطنية والهوية الإسبانية، كما يعبر عن التراث الملكي والقيم الوطنية، ويُرفع بفخر في المناسبات الرسمية والأعياد الوطنية. يعكس أيضاً التنوع الثقافي والتاريخ الغني للبلاد، ويظل رمزاً للاعتزاز الوطني، خاصةً مع تنوع الأقاليم ذات الهويات الثقافية القوية، مثل كتالونيا والباسك.