قصة علم كازاخستان: إشراقة الشمس وحكمة النسر في سماء زرقاء

يتكون علم كازاخستان من خلفية زرقاء زاهية تحتوي على شمس صفراء في منتصف العلم، تحتها نسر ممدود الأجنحة، وعلى الجهة اليسرى من العلم يوجد نمط تقليدي مميز بزخارف كازاخية باللون الأصفر. تم اعتماد العلم رسمياً في 4 يونيو/ تموز عام 1992 بعد استقلال كازاخستان عن الاتحاد السوفيتي، ليصبح رمزاً للوحدة الوطنية والهوية الثقافية.

معاني الألوان والرموز

  1. اللون الأزرق: يمثل اللون الأزرق الوحدة والسلام والصفاء، ويرمز إلى السماء الواسعة والمفتوحة التي تشتهر بها كازاخستان. اللون الأزرق له أيضًا دلالة روحية وثقافية، حيث يعتبر لوناً رمزياً للترك والقبائل التركية التي سكنت المنطقة لقرون.
  2. الشمس الصفراء: الشمس الذهبية ترمز إلى الحياة والطاقة، وتعبر عن الأمل في مستقبل مشرق ومزدهر للبلاد. تحتوي الشمس على 32 شعاعاً، وهي رمز للكرم والنور الذي يعم البلاد. كما ترمز إلى الثروة الزراعية والطبيعية التي تميز كازاخستان.
  3. النسر الذهبي: يظهر النسر تحت الشمس وهو ممدود الأجنحة، ويرمز إلى القوة والشجاعة والحرية، ويعبر عن تطلع الشعب الكازاخستاني للاستقلال والتحرر من القيود. النسر أيضاً رمز قديم في الثقافات التركية والشامانية*، ويُعتبر طائراً مقدساً يرمز إلى القوة والسلطة.
  4. الزخارف الكازاخية: في الجهة اليسرى من العلم، يوجد نمط زخرفي تقليدي يسمى “كوشكار مويو” (قرن الكبش)، ويمثل التراث الثقافي والفني العريق لشعب كازاخستان. هذه الزخارف تعكس الطابع التقليدي والفلكلوري للأمة الكازاخية، وتعبر عن الفخر بالتراث الوطني.

تاريخ العلم وتطوره

قبل استقلال كازاخستان، كانت البلاد تستخدم علم الاتحاد السوفيتي مع رمز صغير يمثل كازاخستان السوفيتية. ومع إعلان الاستقلال عام 1991، أقيمت مسابقة وطنية لاختيار تصميم جديد للعلم يعبر عن هوية الدولة المستقلة الجديدة. تم اختيار التصميم الحالي ليعبر عن تاريخ وثقافة كازاخستان، ويعكس الرؤية الوطنية للمستقبل.

اختارت كازاخستان الابتعاد عن الرموز السوفيتية واعتمدت على رموزها الخاصة التي تعبر عن ثقافتها وتراثها، وأصبح العلم الجديد رمزاً للفخر الوطني.

رمزية العلم اليوم

اليوم، يُعتبر علم كازاخستان رمزاً للوحدة الوطنية والقيم الثقافية، ويعبر عن تطلعات الشعب الكازاخستاني نحو السلام والازدهار. يُرفع العلم بفخر في المناسبات الوطنية والأعياد، ويُعد رمزًا للهوية الوطنية التي تجمع الشعب الكازاخستاني بتنوعه العرقي والثقافي. يعكس العلم ارتباط الشعب بأرضهم وتقاليدهم، كما يعبر عن أملهم في مستقبل مزدهر ومستقل.

*الشامانية هي معتقد وممارسة دينية قديمة، تعتمد على الإيمان بوجود عوالم روحانية يمكن الوصول إليها والتواصل معها. يتم ذلك من خلال أشخاص يُعرفون بالشامان (أو السحرة/ الوسطاء الروحيين)، الذين يعتقد أنهم يمتلكون قدرات خاصة تتيح لهم التواصل مع الأرواح أو العوالم الغيبية لعلاج الأمراض، أو الحصول على رؤى، أو مساعدة المجتمع. تُمارس الشامانية تقليديًا في ثقافات عديدة حول العالم، منها في وسط آسيا، وسيبيريا، وأمريكا الشمالية والجنوبية.

 

خصائص الشامانية

  1. التواصل مع الأرواح: الشامان هم أشخاص يعتقد أن لديهم القدرة على الدخول في حالة من النشوة الروحية، حيث يمكنهم التحدث مع الأرواح أو أرواح الطبيعة مثل الحيوانات والأشجار والجبال.
  2. الطقوس والاحتفالات: تشمل الشامانية طقوساً متعددة، تتضمن الرقص والغناء وقرع الطبول والتأمل. ويعتقد أن هذه الطقوس تساعد الشامان على الوصول إلى العوالم الروحية.
  3. العلاج الروحي: يُعتبر الشامان وسطاء في علاج الأمراض، حيث يُعتقد أن بعض الأمراض لها أصول روحية، وبالتالي يجب علاجها عن طريق الروح.
  4. التوجه نحو الطبيعة: الشامانية ترتبط بالطبيعة وتعتبرها حية، حيث يُعتقد أن كل كائن في الطبيعة له روح أو طاقة روحية، ويجب احترام هذه الأرواح للحفاظ على التوازن.

 

الشامانية في آسيا الوسطى

في ثقافات آسيا الوسطى، بما في ذلك بين القبائل التركية والشعوب الساكنة حول منطقة سيبيريا ومنغوليا وكازاخستان، تُعتبر الشامانية جزءاً أساسياً من التراث الروحي. يظهر تأثير الشامانية في علم كازاخستان من خلال رمزية النسر، الذي يُعتبر طائراً مقدساً في الشامانية، ويرمز إلى القوة والقدرة على الاتصال بالروح.

تختلف الشامانية من ثقافة لأخرى، لكن قيمها الأساسية المرتبطة بالتواصل الروحي مع الطبيعة واحترام الكائنات جميعها تبقى ثابتة.

 

 

المصادر

Kazakhstan Government

Britannica – Flag of Kazakhstan

United Nations – Member States

World Atlas – Flag of Kazakhstan

Ancient History Encyclopedia – Shamanism

NLM – Shamanism Studies

UNESCO – Intangible Cultural Heritage


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *