تنتمي القرود والغوريلات إلى مجموعة الرئيسيات ولكنهما تختلفان في العديد من الجوانب البيولوجية والسلوكية. إليك بعض الفروقات الأساسية بين القرد والغوريلا:
التصنيف العلمي
تنتمي القرود إلى فصيلتين رئيسيتين: القردة العالم القديم وقردة العالم الجديد. تعيش في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية وتمتلك مجموعة متنوعة من الأحجام والأشكال.
أما الغوريلات تعتبر جزء من عائلة الهومينيد التي تشمل أيضاً البشر، الشمبانزي، والأورانجوتان، كما تعتبر أكبر أفراد عائلة الرئيسيات وتعيش حصرياً في الغابات الاستوائية المطيرة في أفريقيا.
الحجم والمظهر
تختلف القرود كثيراً في الحجم، حيث يمكن أن تزن بعض الأنواع مثل قرود العالم الجديد بضعة جرامات فقط، بينما يمكن أن تزن البابون أو المكاك أكثر من 30 كجم، ولديهم أذناب، والتي قد تكون طويلة وتستخدم للتوازن وأحياناً للتمسك بالأشجار.
أما الغوريلات تزن عادةً بين 100 و200 كجم للإناث ومن 150 إلى 250 كجم للذكور، وقد يصل وزن الذكور الكبار إلى 400 كجم. علماً أن الغوريلات ليس لديها ذيول وتمتلك عضلات ضخمة خاصة في الظهر والكتفين.
النظام الغذائي
تميل القرود إلى أن تكون أكثر تنوعاً في نظامها الغذائي؛ تأكل الفواكه، الحشرات، الأوراق، وأحياناً الحيوانات الصغيرة أو الطيور.
تتغذى الغوريلات بشكل أساسي على النباتات، مع التركيز بشكل كبير على الأوراق، الأغصان، البراعم، وفي بعض الأحيان الفاكهة، ونادراً ما تأكل الحشرات.
السلوك الاجتماعي
غالباً ما تعيش القرود في مجموعات اجتماعية كبيرة ومعقدة، كما تستخدم مجموعة واسعة من التواصل الصوتي والجسدي.
تعيش الغوريلات في مجموعات محكمة تتكون من عدة إناث وصغارهن وذكر واحد أو أكثر. الذكر الألفا، المعروف باسم الذكر الفضي الظهر، يهيمن على المجموعة ويحميها.
التهديدات والحفظ
تواجه القرود تهديدات متعددة تتضمن تدمير الموائل والصيد للغذاء أو التجارة غير الشرعية في الحيوانات الأليفة.
في المقابل تعتبر الغوريلات معرضة للخطر بشكل كبير بسبب فقدان الموائل، الصيد غير المشروع، والأمراض مثل إيبولا، علماً أن برامج الحفظ تحاول حماية الغوريلات لكنها تواجه تحديات كبيرة.
في النهاية، رغم تقاسمهما لبعض الخصائص الأساسية كرئيسيات، فإن الغوريلات والقرود تمثلان نقاطاً مختلفة في طيف التنوع البيولوجي الغني للرئيسيات، كلٌ يمتلك خصائص فريدة تكيفه مع بيئته.
التواصل
تتميز القرود بتنوع كبير في التواصل الصوتي والبصري والجسدي، ولديها نطاق واسع من الأصوات التي تستخدمها للتحذير من الخطر أو جذب الشريك، وكثيراً ما تستخدم القرود الإيماءات وتعابير الوجه للتواصل داخل المجموعة.
من ناحية أخرى يعد تواصل الغوريلات أقل تنوعاً صوتياً لكنها تعتمد بشكل كبير على الإشارات الجسدية، حيث أن الذكور الفضية الظهر تستخدم الدراما الجسدية مثل ضرب الصدر لإظهار الهيمنة أو لتحذير الغرباء.
الهيكل الاجتماعي والتنظيم
بعض أنواع القرود، مثل البابون، تعيش في مجموعات كبيرة ومعقدة يمكن أن تشمل مئات الأفراد، ويمكن أن تشهد تغيرات بناءً على الغذاء والتهديدات الخارجية.
أما مجموعات الغوريلات أصغر وأكثر استقراراً، وتتكوّن عادةً من الذكر الألفا، عدة إناث، وصغارهم. هذه المجموعات نادراً ما تتغير إلا عندما يتحدى ذكر آخر الذكر الألفا.
التكيف البيئي
لدى القرود قدرة كبيرة على التكيف مع مجموعة متنوعة من البيئات، من الغابات المطيرة إلى المناطق شبه الجافة، كما يمكنها تغيير نظامها الغذائي بناءً على الموارد المتاحة.
إلى جانب ذلك تعتبر الغوريلات متخصصة أكثر في مواطنها، حيث تعيش في الغابات المطيرة والغابات الجبلية، ونظامها الغذائي محدود بالنباتات المتاحة في هذه البيئات، كما تحتاج إلى مساحات واسعة من الغابات لتوفير الغذاء.
جهود الحفظ
- القرود: العديد من أنواع القرود مهددة بالانقراض بسبب فقدان الموائل والتجارة غير المشروعة، وتشمل جهود الحفظ إنشاء محميات طبيعية وتنفيذ قوانين صارمة ضد التجارة في القرود.
- الغوريلات: من الأنواع المعرضة للخطر بشكل كبير، وتحظى بجهود حفظ دولية مكثفة تشمل الحماية المسلحة للمواطن والتعاون مع المجتمعات المحلية لتوفير بدائل اقتصادية تقلل من الصيد وفقدان الموائل.
المصادر
National Geographic – Primates
اترك تعليقاً