ذات مرة في صحراء بعيدة كانت هناك وردة فخورة جداً بمظهرها الجميل، وكانت تشتكي فقط من أنها تنمو بجانب صبّار قبيح المظهر، وفي كلّ يوم، كانت الوردة الجميلة تهين الصبار وتستهزئ بمظهره، بينما كان الصبار هادئاً ولا يجيبها.
حاولت جميع النباتات الأخرى المجاورة أن تجعل الوردة تبدو جيدة وجميلة من الداخل والخارج أيضاً، لكن تلك الوردة قد تأثّرت كثيراً بمظهرها الجميل.
في أحد أيام الصيف الحارقة، جفّت الصحراء ولم يتبقَ ماء للنباتات، وسرعان ما بدأت الوردة في الذبول، وجفت بتلاتها الجميلة وفقدت لونها البرّاق.
نظرت الوردة الجميلة إلى الصبّار، ورأت عصفوراً يغمس منقاره به ليشرب بعض الماء، ورغم شعورها بالخجل سألت الوردة الصبّار إن كان بإمكانها الحصول على بعض الماء، فوافقَ الصبار اللطيف بسرعة وساعدها طوال الصيف القاسي.
العبرة:
الجمال الحقيقي يكمن في اللطف والعطاء، وليس فقط في المظهر الخارجي. فالوردة، التي كانت مغرورة بجمالها، تعلمت في النهاية أن الشكل ليس كل شيء، وأن الصبّار الذي استهزأت به يمتلك جمالاً داخلياً يتمثل في كرمه وطيبته. القصة تذكّرنا بأهمية عدم الحكم على الآخرين من مظهرهم الخارجي، لأن القيمة الحقيقية للشخص تظهر في تصرفاته ونبله عندما يكون الآخرون في حاجة للمساعدة.
اترك تعليقاً