قصة الوحش بوغي – The Bogey-Beast

كانت هناك امرأة مبتهجة وسعيدة للغاية رغم أنها لم يكن لديها ما يجعلها كذلك، لأنها كانت كبيرة في السن وفقيرة ووحيدة، وعاشت في كوخ صغير وكسبت القليل من العيش من خلال إنجاز بعض المهمات لجيرانها، والحصول على لقمة هنا وحساء من هناك كمكافأة على خدماتها، وكانت دائماً تبدو مرحة ومبتهجة.

في إحدى أمسيات الصيف، بينما كانت تمشي مبتسمة على طول الطريق المؤدي إلى كوخها، رأت وعاء أسود كبير ملقى، وقالت: «من ألقى بالوعاء الكبير هنا؟».

نظرت من حولها متوقعةً أن مالك الوعاء لن يكون بعيداً، لكنها لم تستطع رؤية أحد، وقالت: «ربما كان هناك ثقب بالوعاء، ولهذا السبب تم التخلص منه، ولكن سيكون من الجيد وضع نبتة بداخله، لذا سآخذه معي إلى المنزل».

ثم قامت برفع غطاء الوعاء للنظر عما بداخله، وكان الوعاء مليئاً بالعملات الذهبية، وفي البداية كانت ببساطة واقفة مكتوفة الأيدي، متسائلة عما إذا كانت تقف على رأسها أو كعبيها. ثم بدأت تقول: «أشعر بالثراء، أشعر بالثراء الفظيع».

بعد أن قالت هذا عدة مرات، بدأت تتساءل كيف ستعيد كنزها إلى المنزل، حيث كان الوعاء ثقيل جداً، ولم تستطع رؤية طريقة أفضل من ربط طرف شالها به وسحبه خلفها مثل عربة الأطفال، وقالت لنفسها: «سيحلّ الظلام قريباً وهذا جيد جداً، حيث لن يرى الجيران ما سأحضره إلى المنزل، وسأستمتع طوال الليل بنفسي مع الكنز، وسأكون قادرة على التفكير فيما سأفعله، فربما سأشتري منزلاً كبيراً وأجلس بالقرب من النار مع فنجان شاي، ولا أقوم بأي عمل على الإطلاق مثل الملكة، أو ربما سأدفن الوعاء في الحديقة وأحتفظ ببعض القطع الذهبية في إبريق الشاي الصيني القديم فوق المدخنة».

بحلول هذا الوقت كانت قد سئمت قليلاً من جرّ الوعاء الثقيل، وتوقفت للراحة لفترة والتفتت للنظر في كنزها، ولكنها لم تصدق ما رأته عيناها فقد كان الوعاء مليئاً بقطع من الفضة، وحدقت فيه مرة ثانية، وفركت عينيها، وحدقت فيه مرة ثالثة، وقالت: «حسناً لقد كان مليئاً بالذهب وليس الفضة، ولكن ربما أنني كنتُ أحلم ولكن هذا من حظي، فالفضة أسهل في التفكير بصرفها».

لذا ذهبت مرة أخرى لتخطط لما ستفعله، وشعرت بأنها غنية حتى أصبحت متعبة قليلاً مرة أخرى، وتوقفت للراحة وألقت نظرة حولها لترى ما إذا كان كنزها آمناً، ولكنها لم ترَ سوى كتلة كبيرة من القطع المعدنية النقدية، وقالت: «حسناً لقد كان مليئاً بالفضة، ولكن ربما أنني كنتُ أحلم ولكن هذا من حظي، فالحديد مناسب جداً لي، حيث أن القطع النقدية أكثر فائدة بالنسبة لي من الذهب والفضة».

كان لديها الكثير من الخطط حول كيفية إنفاق قطعها النقدية، حتى توقفت مرة أخرى للراحة ونظرت حولها لترى كنزها آمناً، وهذه المرة لم ترَ سوى حجراً كبيراً، وقالت: «حسناً أعتقد أنني أخطأت في الأمر مرة أخرى، ولا بد أنني كنت أحلم ولكن هذا من حظي، وأنا أريد حجراً لألصقه واصنع منه طاولة لمطبخ منزلي».

أخذت تركض من أسفل التل حتى وصلت إلى كوخها، وفتحت البوابة ثم استدارت لتفكيك شالها من الحجر، ولكن عندها أصدر الحجر صوتاً غريباً وخرجت منه 4 أرجل نحيفة كبيرة وأذنين طويلتين وذيلاً طويلاً، وأصبح يضحك مثل صبي شقي مؤذي.

حدّقت المرأة العجوز به ثم انفجرت تضحك أيضاً وقالت: «أنا محظوظة، والأكثر حظاً هنا، تخيّل أن أرى وحش البوغي بنفسي».

المصدر


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *