قصة الدب والصديقان

في قرية صغيرة متاخمة لغابة كثيفة، كان يعيش صديقان مقربان، رامي ويامن. كانا يحبان المغامرة وقضاء الوقت في استكشاف الطبيعة. ذات يوم، قررا الذهاب في نزهة طويلة داخل الغابة لاكتشاف مناطق لم يزوراها من قبل.

ورغم معرفتهما بالمخاطر المحتملة في الغابة، اعتقدا أنهما مستعدان لأي شيء، وحملا معهما الأطعمة والماء وحتى بوصلة لضمان عدم ضياعهما، وكانا يتحدثان ويمزحان وهما يسيران بين الأشجار العالية، ولكن ما لم يتوقعاه هو لقاء مباشر مع الخطر.

فجأةً، ظهر دب كبير أمامهما. جمد الخوف يامن في مكانه، بينما تصرف رامي بسرعة وتسلق شجرة مجاورة. وقف يامن مشلولاً للحظات قبل أن يتذكر نصيحة سمعها منذ زمن طويل بأن الدببة قد لا تهتم بالجثث. لذا، استلقى بسرعة على الأرض، حبس أنفاسه وأغمض عينيه، متظاهراً بأنه ميت.

اقترب الدب من يامن بفضول، شم رائحته وهمس شيئاً غامضاً في أذنه وهو يدور حوله. بعد لحظات من الترقب، غادر الدب المكان، مما سمح ليامن بالتنفس مرة أخرى.

عندما شعر رامي بالأمان، نزل من الشجرة وأسرع نحو صديقه. «ماذا قال لك الدب؟» سأل رامي بفضول وقلق.

نظر يامن إلى رامي بخيبة أمل وأسى وقال: «لقد همس الدب قائلاً إن في الأوقات الصعبة، ستظهر حقيقة الأصدقاء. وحذّرني من أنه عندما يأتي الخطر، الصديق المزيف سيتخلى عنك ويفكر فقط في نفسه».

تأثر رامي بكلمات يامن، وأدرك أن تصرفه كان أنانياً وغير مسؤول، وقدم اعتذاره ليامن، عازماً على تعويض خطئه وإثبات نفسه كصديق حقيقي في المستقبل.

 

العبرة: الصديق الحقيقي هو من يقف إلى جانبك في أوقات الشدة، ولا يتخلى عنك عند الحاجة.


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *