الصبي و حبات البندق

من حكايات أيسوب Aesop

في قرية صغيرة، كان يعيش صبي شاب مع عائلته، وكان يحب البندق كثيراً ودائماً ينتظر بفارغ الصبر زيارات السوق حيث يمكن أن يجد وعاء البندق الكبير في متجر البقالة.

ذات يوم، عندما ذهب الصبي مع والدته إلى السوق، رأى وعاءً مليئاً بحبات البندق المغرية. بدافع من الحماس، قرر أن يأخذ بعض البندق ليأكلها في الطريق إلى المنزل. دون تفكير، أدخل يده في الوعاء وأمسك بقبضة كبيرة من البندق، محاولاً الإمساك بأكبر قدر ممكن.

لكن سرعان ما وجد نفسه في موقف صعب؛ يده التي كانت مملوءة بالبندق لم تستطع الخروج من فتحة الإبريق الضيقة. حاول الصبي جاهداً سحب يده، لكن كلما زاد جهده، زادت حيرته وإحباطه.

بدأ يشعر بالغضب والخيبة، ودموع الإحباط بدأت تتجمع في عينيه. لاحظت والدته ما يحدث، فاقتربت منه بهدوء وقالت بصوت محب وهادئ: «يا بني، أرى أنك حاولت أخذ الكثير دفعة واحدة. لماذا لا تجرب أن تأخذ بضع حبات فقط؟ هكذا ستتمكن من إخراج يدك بسهولة، ويمكنك دائماً العودة لأخذ المزيد إذا كنت ترغب».

فهم الصبي الدرس، وبتأني بدأ يفرج عن بعض البندق ليخفف الضغط على يده. بعد لحظات، استطاع أن يسحب يده بسهولة، وبيده بضع حبات فقط من البندق، ثم شعر بالامتنان لنصيحة والدته وفهم أن الطمع كان يمكن أن يحرمه من كل شيء.

 

العبرة من هذه القصة هي أن الطمع قد يؤدي بنا إلى الخسارة وخيبة الأمل. حاول الصبي الحصول على كل شيء دفعة واحدة، مما جعله عاجزاً عن الحصول على أي شيء في النهاية. النصيحة التي قدمتها والدته توضح أهمية القناعة والاعتدال؛ فعندما نرضى بالقليل ونأخذ ما يمكننا حمله، قد نحقق أكثر على المدى الطويل. القصة تعلمنا أن الطمع غالباُ ما يكون عائقاً أمام تحقيق أهدافنا، وأن القناعة والاعتدال هما المفتاح لتحقيق ما نريد بشكل أسهل وأقل إحباطاً.

 

المصدر


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *