من تأليف جوزيف مارتن كرونهايم Joseph Martin Kronheim
ذات مرة كانت هناك امرأة عجوز صغيرة تعيش في حذاء، وكان هذا الحذاء يقف بالقرب من غابة كبيرة، وكان كبيراً جداً لدرجة أنه كان بمثابة منزل للسيدة العجوز وجميع أطفالها الكثيرون لدرجة أنها لم تكن تعرف ماذا تفعل بهم. لكنها كانت مغرمة جداً بأطفالها.
علماً أن هذه المرأة العجوز الصغيرة لم تكن تعيش دائماً في الحذاء، فقد كانت هي وعائلتها تسكن في منزل جميل مغطى باللبلاب، وكان زوجها حطّاباً يقطع الخشب. ولكن هناك عاشَ عملاق شرس خلف الغابة في قلعة ضخمة، وجاء ذات يوم خرّب منزلهم، وحملَ قاطع الخشب الفقير إلى قلعته، وعندما عادت المرأة العجوز الصغيرة إلى المنزل، كان منزلها في حالة خراب ولم تجد زوجها المسكين.
جاء الليل، وبما أن زوجها لم يعد، ذهبت المرأة العجوز وعائلتها للبحث عنه، وعندما وصلوا إلى المكان الذي التقى العملاق به، رأوا حذاءً ضخماً، واعتقدت المرأة العجوز أنه من الأفضل لهم الاحتماء بالحذاء وحولوه إلى مسكن حتى يتمكّنوا من بناء منزل جديد.
عاشوا جميعاً بسعادة لسنوات عديدة في الحذاء، لكن المرأة العجوز الصغيرة لم تنسَ زوجها ومصيره الحزين، لذا اقترحَ ابنها الأكبر القوي “بيتر” الذي يعمل حطّاباً مثل أبيه، والذي رأى مدى بؤس والدته في كثير من الأحيان بشأن ذلك، على الإخوة الأحد عشر أن يذهبوا معه ويطلقوا سراح والدهم من العملاق، وكانت والدتهم تعرف مدى قوة العملاق، ولم تسمع عن أي محاولة ناجحة للتخلص منه، وكانت تخشى على أولادها أن يُقتلوا.
لكن “بيتر” لم يكن خائفاً، واشترى عشرات السيوف الحادة، وصنع العديد من الدروع والخوذات القوية، بالإضافة إلى الأقواس المتقاطعة والسهام ذات الرأس الحديدي، وأصبحوا جاهزين تماماً لإنقاذ والدهم.
في اليوم التالي اقتربا من قلعة العملاق، وترك “بيتر” أخوه الأصغر منه في مكان قريب، وسار بجرأة حتى مدخل القلعة، وفتح له الباب صبي صغير مضحك برأس كبير ظل يبتسم ويضحك. ثم سار “بيتر” بجرأة وأخبر الصبي الصغير إنه جاء لتحرير والده الذي احتجزه العملاق سجيناً، فأخبره الصبي الصغير أنه يوجد تنين كبير في الجزء من القلعة الذي كان والده محبوساً فيه.
لم يشعر “بيتر” بالخوف والقلق، وسرعان ما وجدَ التنين الضخم الشرير نائماً، لذلك استلّ سيفه من غمده وقتله، وفي هذه الأثناء كان العملاق نائماً في مكان بعيد من القلعة، لذا قام الصبي الصغير بإرشاده إلى مكان أبيه، ورأى والده المسكين الذي وقف على قدميه في الحال عندما رأى ابنه الكبير “بيتر”، واحتضنه، وأتى أخوه الأصغر منه واحتضن والدهم وأطلقا سراحه.
في تلك الأثناء جاءت إلى المرأة العجوز الصغيرة ساحرة وقالت إنها ستساعدها، ثم أخذتها على مكنستها، وطاروا في الهواء مباشرةً إلى قلعة العملاق، وكان لدى هذه الساحرة قوة عظيمة، وألقت عليه سحراً عندما كان نائماً.
عندما استيقظ العملاق من نومه كان يعاني من ألم شديد لدرجة أنه لم يعد قادراً على تحمّله، وقرر الذهاب بحثاً عن حذائه المفقود، وانطلق في الغابة وسرعان ما وجدَ المكان الذي تعيش فيه السيدة العجوز وأطفالها، أي حذائه القديم، وضحك ضحكاً شديداً هزّ أشجار الغابة جميعها.
وضع العملاق قدمه في الحذاء، واخترق سقف المنزل بذلك، فاندفع الأطفال الصغار الموجودين في المنزل إلى الخارج، وخافوا وارتجفوا. بحلول هذا الوقت، كانت الساحرة والسيدة العجوز الصغيرة، و”بيتر” وشقيقه الأصغر منه ووالده قد وصلوا إلى المكان.
أطلق “بيتر” وأخيه سهامهم عليه حتى أصيب العملاق أخيراً وسقط أرضاً، ثم هربَ بعيداً جداً، ثم قام الأب والمرأة العجوز الصغيرة وجميع أطفالهم ببناء منزل جديد، وعاشوا بسعادة بعد ذلك.
اترك تعليقاً