قصة كيف أصبح القمر جميلاً – How the Moon Became Beautiful

نُشرت قصة How the Moon Became Beautiful في القصص الصينية الشعبية عام 1908، ترجمتها ماري هايز ديفيس Mary Hayes Davis وتشاو ليونغ Chow-Leung.

 

كما نعلم إن القمر جميل جداً بوجهه المستدير والمشرق الذي يضيء بضوء ناعم ولطيف على كل عالم الإنسان، ولكن ذات مرة لم يكن فيه جميلاً كما هو الآن.

قبل ستة آلاف عام تغيّر وجه القمر في ليلة واحدة، وقبل ذلك الوقت كان وجهه مظلماً وقاتماً لدرجة أن لا أحد يحب النظر إليه، ولهذا السبب كان دائماً حزيناً جداً.
ذات يوم اشتكى إلى الزهور والنجوم، لأنها كانت الأشياء الوحيدة التي تنظر في وجهه، وقال لها: «لا أحب أن أكون القمر، أتمنى لو كنت نجمة أو زهرة، لكن للأسف أنا القمر فقط ولا أحد يحبني، إذا كان بإمكاني أن أكون زهرة فقط وأن أنمو في حديقة تأتي فيها نساء الأرض الجميلات، فسوف يضعونني في شعرهن ويمدحون عطري وجمالي، أو إذا كان بإمكاني حتى أن أنمو في البرية حيث لا يمكن لأحد أن يراني، فمن المؤكد أن الطيور ستأتي وتغني أغاني حلوة لي، لكنني القمر فقط ولا أحد يكرمني».
أجابت النجوم: «لا يمكننا مساعدتك. لقد ولدنا هنا ولا يمكننا مغادرة أماكننا، لم يكن لدينا أي شخص لمساعدتنا، نحن نقوم بواجبنا، ونعمل طوال اليوم ونتلألأ في الليل المظلم لجعل السماء أكثر جمالاً لكن هذا كل ما يمكننا فعله».

بعدها ابتسمت الزهور بلطف وقالت للقمر: «لا نعرف كيف يمكننا مساعدتك، نحن نعيش دائماً في مكان واحد، في حديقة بالقرب من أجمل فتاة في كل العالم، لأنها لطيفة مع الجميع، نحن نحبها كثيراً وهي تحبنا، اسمها “تسيه-نيو”».

قرر القمر الذهاب في إحدى الأمسيات ذهب لرؤية الفتاة الجميلة، وعندما رآها أحبها في الحال، وقال لها: «وجهك جميل جداً، أتمنى أن تأتي إلي، وأن يكون وجهي كوجهك. أخبريني كيف أصبحتِ بهذا الجمال؟».

أجابت “تسيه-نيو”: «لقد عشتُ دائماً مع أولئك الذين كانوا لطيفين وسعداء، وأعتقد أن هذا هو سبب الجمال والخير»، لذا قرر القمر الذهاب كل ليلة لرؤية الفتاة، وعندما رأى كم كانت لطيفة وجميلة، أصبح حبه أقوى، وتمنى أن يكون معها دائماً.

ذات يوم قالت “تسيه-نيو” لوالدتها: «أود أن أذهب إلى القمر وأعيش معه دائماً، هل تسمحي لي بالذهاب؟».

لم تفكر والدتها كثيراً في السؤال لدرجة أنها لم ترد، وأخبرت “تسيه-نيو” أصدقاءها أنها ستكون عروس القمر، وفي غضون أيام قليلة رحلت الفتاة، وبحثت والدتها في كل مكان لكنها لم تتمكّن من العثور عليها، وقال لها أحد أصدقاءها: «لقد ذهبت مع القمر».

مرت أعوام ولم تعد “روز” الفتاة اللطيفة والجميلة، ثم قال الناس: «لقد ذهبت إلى الأبد، إنها مع القمر  الآن».

أصبح بعدها وجه القمر جميل جداًـ  فهو سعيد ومشرق ويعطي ضوءاً لطيفاً لجميع العالم، وهناك من يقول أن القمر الآن مثل “تسيه-نيو” الذي كان في يوم من الأيام أجمل فتاة في الأرض.

 

العبرة من هذه القصة هي أن الجمال الحقيقي ينبع من اللطف والحب. كان القمر في البداية حزيناً لأنه شعر بأنه غير محبوب وبعيد عن الجمال، لكنه عندما اقترب من “تسيه-نيو”، الفتاة الجميلة اللطيفة، تعلّم أن جمالها كان انعكاساً لسعادتها ولطفها مع من حولها.

القصة تذكّرنا أيضاً أن الحب والمشاعر الجميلة يمكن أن تغيّرنا وتُحسّن من أنفسنا، تماماً كما تغيّر وجه القمر وأصبح مشرقاً بعد أن وجد الحب والصداقة.

 

المصدر


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *