قصة اللص الصغير في المخزن – The Little Thief in the Pantry

ذات يوم قال فأر صغير لأمه: «أمي العزيزة، أعتقد أن الناس في منزلنا لطفاء للغاية، أليس كذلك؟ إنهم يتركون هذه الأشياء الجميلة لنا في المخزن».

أجابته أمه: «طفلي العزيز، لا شك أنهم لطفاء، لكنني لا أعتقد أنهم مغرمون بنا تماماً كما تعتقد، وتذكر أنه يجب ألا تخرج ما لم أكن معك، كي لا يحاولوا الإمساك بك».

كان الفأر الصغير متأكداً تماماً أنه يعرف كيف يعتني بنفسه، وبمجرد أن ذهبت أمه لأخذ قيلولة، هرعَ عبر أرفف المخزن، وكان هناك كعكة كبيرة على الرف، ولعقها وهو يشمها، وكان في الجزء العلوي من الكعكة كلمات مكتوبة بالسكر الوردي، ولكن نظراً لأنه لم يستطع القراءة، لم يكن يعلم أنه كان يقضم كعكة عيد ميلاد الآنسة (غريس) الصغيرة. لكنه شعرَ بالذنب قليلاً عندما سمع أمه تناديه، فركضَ وعاد إلى الجحر مرة أخرى بحلول الوقت الذي انتهت فيه والدته من فرك عينيها بعد قيلولتها.
ذهبت الأم إلى المخزن بعد ذلك، وعندما رأت الفتحة الصغيرة في الكعكة بدت منزعجة بعض الشيء، وقالت: «من الواضح أن بعض الفئران الأخرى كانت هنا»، لكنها بالطبع لم تخمن أبداً أنه ابنها الصغير.
في اليوم التالي ظهر الفأر الصغير المشاغب مرة أخرى إلى المخزن عندما كانت أمه نائمة، لكنه في البداية لم يجد شيئاً يأكله على الإطلاق.

في هذه الأثناء وجدَ منزلاً خشبياً صغيراً تفوح منه رائحة لذيذة من الجبن، فركضَ إليه بسرعة، ولكن ما إن دخل إليه تم الإغلاق عليه، وعلق في الفخ.

عندما جاء الصباح قام الطبّاخ الذي نصب الفخ برفعه من الرف، ثم نادى إلى الآنسة (غريس) الصغيرة للحضور ورؤية اللص الذي أكل كعكتها، وقالت: «ماذا ستفعل به؟».

أجابها الطبّاخ: «سأقوم بقتله يا عزيزتي».

انهمرت الدموع في عيون الفتاة الصغيرة الزرقاء الجميلة ذات القلب الرقيق، وقالت للفأر: «لم تكن تعلم أنها كانت سرقة، أليس كذلك يا عزيزي؟».

غفل الطباخ عن الفتاة الصغيرة، وفي تلك اللحظة رفعت غطاء الفخ وقامت بتهريب الفأر الصغير.

ثم ركض بسرعة إلى أمه في المنزل، وقامت بضمّه حتى بدأ ينسى خوفه، ثم جعلته يعد بعدم الخروج مرة أخرى إلا وهي معه.

 

العبرة:

أهمية الاستماع لنصائح الكبار والتعلم من تجاربهم. فالفأر الصغير ظنّ أنه يستطيع الاعتماد على نفسه وتجاهل نصيحة أمه بعدم الخروج وحده، مما أدى إلى وقوعه في فخ خطير. لكن بفضل قلب الآنسة (غريس) الطيب، نجا الفأر وتعلم درساً مهماً عن الحذر وعدم التهور. تذكّرنا القصة أيضاً بأهمية التعاطف والرحمة، كما فعلت (غريس) التي أنقذت الفأر بدلاً من معاقبته، فالتسامح يمكن أن يعطي فرصة جديدة حتى لمن يرتكب الأخطاء بسبب الجهل أو الطيش.


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *