في ركن هادئ من مزرعة كبيرة، كانت تعيش أم مع جرائها الأربعة، وكانت حريصة دائماً على سلامة صغارها، وكانت تحذرهم من الأماكن التي قد تشكل خطراً، ومن بين هذه الأماكن كان بئر قديم يقع بالقرب من حظيرة الأغنام.
ذات يوم، بينما كان الجراء يلعبون تحت أشعة الشمس الدافئة، بدأ أحدهم، الذي كان يُدعى “تيمي”، يشعر بالفضول حيال البئر الذي حذرتهم أمهم من الاقتراب منه، وكان “تيمي” مغامراً بطبعه ولم يستطع مقاومة رغبته في استكشاف الأمر بنفسه.
مع تردد في خطواته ولكن بدافع الفضول القوي، تسلل بعيداً عن إخوته وتوجه نحو البئر، ثم وصل إلى حافة البئر ونظر إلى الداخل بحذر.
كانت الشمس تلقي بأشعتها على الماء، مما خلق انعكاساً لامعاً في الأسفل، ولم يكن “تيمي” قد رأى انعكاسه من قبل، وظن أن في البئر كلباً آخر يحدق به، فشعر بالغضب لأن الكلب الآخر كان يقلد كل حركة يقوم بها، فقرر أن يواجهه، وبدافع من الغيرة والغضب، قفز “تيمي” دون تفكير إلى البئر ليتحدى الغريم الخفي.
بمجرد وصوله إلى الماء، أدرك تيمي أنه لا يوجد كلب آخر. كان الماء بارداً والوضع مربكاً له، وبدأ ينبح طلباً للمساعدة. سمع المزارع النباح المستمر وهرع نحو البئر، فوجد “تيمي” يصارع للبقاء طافياً وبمساعدة حبل، تمكن المزارع من إنقاذ الجرو المسكين.
بعد هذه التجربة، لم يعد “تيمي” يقترب من البئر أو يتحدى تحذيرات أمه مرة أخرى. وتعلم أن الفضول دون حذر قد يقود إلى مواقف خطرة، وأن الاستماع إلى نصائح الأكبر سناً والأكثر حكمة هو دائماً الخيار الأفضل.
اترك تعليقاً