قصة النمل والجندب

في واحدة من أيام الخريف اللطيفة، حيث كان الهواء معتدلاً والشمس دافئة، كانت عائلة من النمل تعمل بجد في تجهيز مخزوناتها لفصل الشتاء. كان النمل يصطف بانتظام مدهش وهو يحمل حبات القمح والبذور من مخزنهم إلى السطح حيث كانوا ينشرونها تحت الشمس لتجف.

بينما كان النمل يعمل، جاء جندب يقفز ببطء نحوهم، يبدو عليه الإعياء والجوع. كان هذا الجندب معروفاً في المنطقة بموهبته الموسيقية وحبه للعزف على الكمان، ووقف بجانب النمل وتوسل إليهم بصوت ضعيف: «أصدقائي، هل يمكنكم أن تسمحوا لي بقليل من طعامكم؟ لقد قضيت الصيف أؤلف الألحان ولم أجمع ما يكفي من الطعام للشتاء».

فوجئ النمل بطلب الجندب وتوقفوا عن عملهم. قال أحد النمل الكبار بنبرة صارمة: «كل فصل صيف تعزف وتمرح، ونحن نعمل بلا كلل، لماذا لم تفكر في الشتاء القادم؟».

أجاب الجندب بخجل: «كنت مشغولاً جداً بموسيقاي، لقد أحييت العديد من الحفلات وأسعدت الكثير من الحيوانات، ولم أدرك أن الصيف يمضي بهذه السرعة».

أومأ برأسه وقال بحزم: «إذا كنت تألف الموسيقى طوال الصيف، فعليك الآن أن تعتمد على موهبتك لتدبر أمورك، يجب أن تتعلم كيف توازن بين وقت العمل ووقت اللهو».

شعر الجندب بالندم والحزن، لكنه قبل النصيحة بتواضع. ثم، في محاولة لكسب بعض الطعام، قرر أن يعقد حفلة كبيرة، يدعو فيها جميع الحيوانات للاستمتاع بموسيقاه، على أمل أن يُكافئه الجمهور ببعض الطعام.

وهكذا، بينما كان النمل يعود إلى عمله، بدأ الجندب في التخطيط لحفلته، مستخدماً موهبته ليس فقط لإمتاع الآخرين ولكن كوسيلة للبقاء على قيد الحياة خلال الأشهر الباردة القادمة، ورغم بدايته الصعبة، بدأ الجندب يفهم أهمية التخطيط المسبق والعمل الجاد.


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *