في إحدى الليالي العاصفة في البحر تحطّمت سفينة وغرقَ جميع الركاب الذين كانوا على متنها، باستثناء رجل يدعى “ليو جاليفر”، حيث كان سبّاحاً ممتازاً وسبحَ لأميال عديدة قبل أن يصل إلى الشاطئ، وكان متعباً جداً فقرّر البحث عن الطعام بعد أن يحصل على قسطٍ كافٍ من الراحة.
نام “ليو” ليومٍ كاملٍ وعندما استيقظ حاول التحرك لكنه لم يستطع، حيث كان شعره ويديه وساقيه وجسمه مقيدين بالأرض، ورأى رجالاً صغاراً يركضون حوله، وكان أحدهم يتسلق نحو أذنيه بواسطة سلّم صغير، وقال: «أنت في أرض “ليليبوت” سنأخذك إلى إمبراطورنا، لذا من فضلك لا تفتعل أي مشكلة وإلا سنطلق النار عليك».
كاد “ليو” يضحك من هذا التهديد، لكنه أومأ برأسه.
تم إحضار هيكل خشبي ضخم مع عجلات لنقله وتم سحبه في شوارع أرض “ليليبوت” مع اصطفاف جميع السكان في الشوارع. أخيراً، وصلوا إلى قصر الإمبراطور الذي كان هناك ليستقبل “ليو” وقال له: «إنك حقاً مخلوق غريب، إذا كنت ستبقى هنا عليك أن تكون في خدمة شعبي».
قال “ليو”: «أوافق على أي شرط ولكن فقط إذا فككت قيدي».
تم إطلاق سراح “ليو” وتزويده بالطعام والماء وبناء منزلاً له، وهذا كان جهداً هائلاً من قبل سكان “ليليبوت” بسبب كبر حجمه، وكانوا جميعاً في خدمته، وبالمقابل بقي معهم أيضاً يساعدهم في العديد من المهام الصغيرة.
الجدير بالذكر أن مملكة “بلوز” المجاورة لم تكن على علاقة ودية للغاية مع “ليليبوت” حيث أعلن ملك “بلوز” الحرب عليها، وأخذ مئة سفينة لشن هجومٍ كبيرٍ.
ركضَ سكان ليليبوت إلى “ليو” للحصول على المساعدة، وقال له الإمبراطور: «لا تخذلنا الآن، فنحن بحاجة إلى مساعدتك».
مشى “ليو” في البحر وأخذ حبلاً طويلاً وربط جميع السفن معاً وسحبها ذهاباً وإياباً في الماء طوال اليوم، حتى أصبح جيش “بلوز” دائخاً ولا يستطيع القتال، ثم جاء ملك “بلوز” يتوسّل من أجل السلام بين المملكتين، فوافق إمبراطور “ليليبوت” وتم الترحيب بـــــ”ليو” باعتباره البطل وعاشَ هناك لسنواتٍ عديدة.
اترك تعليقاً