ورثت شابة من جدتها حديقة جميلة وواسعة جداً، وفيها العديد من الأشجار والنباتات المزهرة، وكانت تحبّ البستنة أيضاً مثل جدتها، وكانت فخورة جداً بحديقتها الرائعة.
ذات يوم، رأت نبتة جميلة جداً في صورة من كتاب وأرادت زراعتها في حديقتها، فزرعتها في قاعدة الجدار الحجري في فناء منزلها الخلفي. مرّت الأشهر وهي ترعاها وتسقيها كل يوم، لكن لم تتفتّح زهرة واحدة على الشجرة إطلاقاً، فانزعجت وأرادت قطع الشجرة كلّها، لأنها يأست منها وشعرت بأن تعبها ذهب سدى.
في مثل هذا الوقت، زارتها جارتها من البناء المجاور، وقالت: «شكراً جزيلاً لك على الزهور الجميلة التي تطلّ على منزلي، ليس لديك أي فكرة عن مدى استمتاعي بالنظر إلى الأزهار التي زرعتها، وخاصةً في الصباح الباكر عندما أشرب القهوة على شرفتي».
عند سماع ذلك، اندفعت الفتاة الصغيرة باتجاه الحائط المطلّ على جارتها ورأت أجمل الأزهار تتفتّح هناك، فشعرت بسعادة عارمة كبيرة عندما رأتها، فكلّ الرعاية التي أخذتها طوال هذه الأشهر قد أتت ثمارها، حيت أن الأزهار قد تسللت عبر الشقوق في الحائط الذي بسببه لم تزهر على جانب الفتاة من الجدار، فكانت تعمل بسخاء على الجانب الآخر التي لم تره.
العبرة من هذه القصة هي أن الجهود المبذولة والعناية التي نقدمها قد تثمر بشكل غير متوقع أو في أماكن لا نراها مباشرة. أحياناً، قد نظن أن تعبنا ضاع بلا فائدة إذا لم نشاهد نتائج واضحة أمامنا، لكن في الحقيقة قد تكون جهودنا قد أفادت الآخرين أو حققت أثراً إيجابياً بطرق خفية. يدعونا هذا إلى التحلي بالصبر والإيمان بأن الخير الذي نزرعه سيظهر ثمره في النهاية، حتى إن لم نكن نحن من يراه.
اترك تعليقاً