في قديم الزمان كان هناك تلاً كبيراً، وعلى التل الكبير كانت تعيش مخلوقات تدعى “كرات الغبار الصغيرة” التي قضت حياتها بأكملها في تسلّق تل كبير جداً للوصول إلى القمة والطيران بعدها في السماء مع الرياح.
صعدت بعض الكرات بسرعة، والبعض الآخر تسلقت ببطء، وكان هناك كرة واحدة على وجه الخصوص تتسلق ببطء شديد، وكانت مختلفة عن البقية، حيث كانت تسبقها جميع الكرات الأخرى، وكان من الصعب عليها أن تشاهدهم يمرّون من جانبها ويسبقونها، وشعرت وكأنها أسوأ متسلّقة في العالم.
سخرت منها بعض الكرات عندما مرّوا بجانبها، والبعض الآخر لم يفعل ذلك، بل أردنَ مساعدتها على التسلّق لكنها لم تسمح لهم بذلك، حيث كان من الصعب عليها التسلق، وكان الأمر أكثر صعوبة عندما كانت تمطر وتصبح الأرض زلقة جداً، وفي بعض الأحيان بدت السماء كأنها تمطر عليها فقط. لكنها لم تكن كذلك.
كانت هناك أوقات شعرت فيها أنها لا تتحرّك على الإطلاق، ثمّ في أحد الأيام قابلت كرة أخرى تتسلّق أبطأ منها، فساعدتها على التسلق، وقالت كرة الغبار الأبطأ: «شكراً لك».
أجابتها كرة الغبار البطيئة: «لا شكر على واجب، ولكن لا يمكنني تقديم الكثير من المساعدة لأي فرد آخر لأنني أتسلق ببطء شديد».
سألتها كرة الغبار الأبطأ: «ببطء؟».
أجابتها الكرة الغبار البطيئة: «نعم، فأنا أشاهد الأفراد الآخرين يمرّون بجانبي طوال الوقت». ردّت عليها كرة الغبار الأبطأ: «لا أعرف ما إذا كنت بطيئة أم سريعة، لكنني أعلم أنكِ ساعدتني ومازلتِ تتسلقين».
قالت كرة الغبار البطيئة وداعاً للكرة الأبطأ واستمرّت في التسلق، وقالت لنفسها: «مازلت أتسلق»، وابتسمت.
لذلك استمرّت كرة الغبار البطيئة في التسلق، وكانت تتسلق في جميع ظروف الطقس السيئة والجيدة، ومع استمرارها في التسلق أصبحت أفضل وأفضل.
في بعض الأحيان كانت تمرّ بجانب كرات غبار أخرى وأحياناً يمرون بجانبها، وتوقفت عن الاهتمام بذلك، كما لاحظت أن بعض كرات الغبار الصغيرة لم تعد تتسلق بسعادتهنّ بالمسافة التي قطعنها، ولكن كرة الغبار البطيئة هذه استمرّت في التسلّق فوقهنّ مباشرةً.
كانت لا تزال هناك أوقات اعتقدت فيها أنها كانت تتسلق تلة مستحيلة الوصول إلى قمتها، لكنها استمرت في التسلق، دائماً، دائماً، كانت تتسلق، إلى أن وصلت إلى القمة وكانت جميع الكرات الأخريات في أسفل التل، أو قبلها بقليل، فغمرتها سعادة عارمة وقفزت لتأخذها الرياح، وطارت بالهواء فرحةً لما أنجزته.
العبرة:
أهمية المثابرة والاستمرار في السعي نحو الهدف بغض النظر عن مدى صعوبة الطريق أو البطء في التقدم. قد نشعر أحياناً بأننا لا نتقدم بالمقارنة مع الآخرين، وقد يثبط البعض عزيمتنا، ولكن التقدم المستمر ولو كان بطيئاً أفضل من التوقف. يساعدنا التمسك بالإرادة على مواجهة التحديات والتعلم منها حتى نتحسن بمرور الوقت.
كما تُبرز القصة فكرة التركيز على الذات وعدم مقارنة أنفسنا بالآخرين؛ فكل منا يسير بسرعته الخاصة وقد يواجه ظروفاً مختلفة. الأهم هو الاستمرار في التقدم حتى نحقق أهدافنا، فالعبرة في الرحلة ذاتها وليس فقط في الوصول إلى القمة.
اترك تعليقاً