بقلم جوزيف مارتن كرونهايم Joseph Martin Kronheim
الخنزير الذي ذهب إلى السوق
كانت هناك عائلة مؤلفة من خمسة خنازير صغيرة، وكانت السيدة “بيغ” والدتهم تحبهم جميعاً كثيراً، وكانت بعض هذه الخنازير الصغيرة جيدة جداً، وكان الخنزير الأكبر نشطاً ومفيداً، وذات يوم ذهبَ إلى السوق بعربته المليئة بالخضروات، لكن الحمار “راستي” الذي يقود العربة أصبح مزاجه سيء جداً وعنيد وتوقف ثابتاً بأرضه، ولكن كون الخنزير الأكبر قوياً جداً، سحب العربة بنفسه.
عندما وصلَ إلى السوق، بدأت جميع الخنازير الأخرى تضحك، ولكنهم لم يضحكوا بصوت عالٍ عندما أخبرهم بكل معاناته على الطريق، ولم يضيّع أي وقت في بيع خضرواته، وبعد فترة وجيزة جداً من وصول الحمار “راستي” إلى السوق، بدا عليه استعداد لأخذ مكانه في العربة، لذا رجع الخنزير الأكبر إلى المنزل دون أي تأخير.
عندما وصل الخنزير الأكبر إلى هناك، أخبر أمه السيدة “بيغ” قصته، وقالت له بأنه ابنها الأفضل والأكثر جدارة والأقوى.
الخنزير الذي بقي في المنزل
أراد هذا الخنزير الصغير كثيراً الذهاب مع شقيقه الأكبر، لكن نظراً لأنه كان مؤذياً جداً لدرجة أنه لا يمكن الوثوق به، أبقته والدته في المنزل، وطلبت منه إبقاء النار مشتعلة أثناء خروجها إلى الطاحونة لشراء بعض الدقيق.
لكن بمجرد أن أصبح لوحده في المنزل، بدأ يضايق القطة المسكينة بدلاً من تعلّم دروسه. بعد ذلك كسر جميع ألعاب أخيه، ومزق الذيل من الطائرة الورقية، ثم خلع رأس الحصان، ثم ذهب إلى الخزانة وأكل المربى.
عندما عادت السيدة “بيغ” إلى المنزل، جلست بجوار النار، وسرعان ما نامت. ما إن فعلت ذلك، حتى حصل هذا الخنزير الصغير السيء على منديل طويل وربطها في كرسيها. لكنها سرعان ما استيقظت واكتشفت كل الأذى الذي كان يفعله.
رأت على الفور الضرر الذي أحدثه في ألعاب أخيه. لذلك سرعان ما لقّنت هذا الخنزير الصغير الشقي درساً لن ينسه لفترة طويلة.
الخنزير الصغير الذي كان لديه لحم بقري مشوي
كان هذا الخنزير الصغير حذراً للغاية، و بالكاد تسبّب لأمه في أي مشكلة، وجلس بأيدي ووجه نظيفين أمام بعض اللحم البقري المشوي، بينما شقيقه الخنزير الخامل وقف على كرسي في الزاوية ليس لديه أي شيء.
بعد ذلك طلب منها السماح له بمساعدتها في صنع الشاي، وأحضر كل ما تريد، ورفع الغلاية من النار، دون أن يسكب قطرة على أصابع قدميه أو السجادة، ومن ثم ذهب للعب ورأى خنزيراً أعمى عجوز، وكان في يده قبعته يبكي على فقدان كلبه، لذلك ذهب للبحث عنه وبعد فترة وجده وأعاده إلى الخنزير العجوز المسكين، وتمت مكافأته بلحم البقر المشوي من والدته.
نأتي الآن إلى الخنزير الصغير الذي لم يكن لديه أي شيء
الخنزير الصغير الذي لم يكن لديه أي شيء
كان خنزيراً صغيراً عنيداً، وكانت والدته قد وضعته لتعلم درسه، ولكن ما إن خرجت إلى الحديقة حتى مزّق كتابه إلى قطع. عندما عادت والدته ركض إلى الشارع للعب مع خنازير صغيرة خاملة أخرى مثله.
بعد ذلك تشاجر مع أحد الخنازير وتم ضربه، وبقي بالخارج حتى حلول الظلام الشديد خائفاً من العودة إلى المنزل، وأصيب بنزلة برد شديدة . لذلك تم نقله إلى المنزل ووضعه في الفراش، واضطر إلى أخذ الكثير من الأدوية.
الخنزير الصغير الذي بكى على طول الطريق إلى المنزل
ذهب هذا الخنزير الصغير للصيد، وطُلب منه عدم الذهاب إلى أراضي المزارع “جرومبي”، الذي لم يسمح لأي شخص بالصيد في الجزء الخاص به من النهر. لكن رغم مما قيل له، ذهب هذا الخنزير الصغير الأحمق إلى هناك.
سرعان ما اصطاد سمكة كبيرة جداً، وبينما كان يحاول حملها إلى المنزل، ركض “جرومبي” غاضباً مع سوطه الكبير، وسرعان ما أسقط الخنزير الصغير الأحمق السمكة، وأمسك به المزارع، وبينما كان يمسك بسوطه جيداً لبعض الوقت، هرب الخنزير الصغير، وهو يبكي، «وي، وي، وي» طوال الطريق إلى المنزل.
النهاية
العبرة من قصة “الخنازير الخمسة الصغيرة” هي أن لكل فعل وتصرف نتائج، سواء كانت إيجابية أو سلبية، وأن تصرفات كل فرد يمكن أن تؤثر على حياته وحياة من حوله بطرق مختلفة. تعلّمنا هذه القصة:
- الاجتهاد والإصرار: الخنزير الأكبر الذي واجه الصعوبات وساعد والدته في السوق حظي بتقدير واعتراف من والدته بفضل جهده وشجاعته. يوضح ذلك أن العمل الجاد والتغلب على الصعوبات يؤدي إلى المكافآت.
- الطاعة والتعلم من الأخطاء: الخنزير الذي لم يحترم طلب والدته بالبقاء في المنزل واختار اللعب، واجه عقوبة على تصرفاته الطائشة، مما يظهر أهمية الانضباط والطاعة.
- مساعدة الآخرين: الخنزير الذي ساعد الخنزير الأعمى أظهر اللطف، فحصل على مكافأة في النهاية، مما يبرز قيمة التعاون ومساعدة الآخرين.
- الاختيارات والعواقب: الخنزير الذي عصى وذهب إلى أراضي المزارع جرومبي رغم التحذير، واجه عواقب تصرفه غير الحكيم، وهو ما يبرز أهمية الاستماع للنصائح والتحذيرات لتجنب الوقوع في المشكلات.
- العناد والتعلم من التجارب: الخنزير الذي مزّق كتابه وخرج للعب عانى من المرض في النهاية، مما يظهر أن العناد والتجاهل قد يؤديان إلى نتائج مؤسفة.
باختصار، القصة توضح أن التصرفات الجيدة تؤدي إلى مكافآت وراحة، بينما التصرفات الطائشة والعناد يجلبان الندم والصعوبات.
اترك تعليقاً