أراد “ويليام” حيواناً أليفاً، فتحدّث إلى والده حول أي حيوان أليف سيحصل عليه: «أريد قرداً يحكّ رأسه، ويتأرجح في المنزل ويقفز على السرير».
أجابه والده: «حسناً، ولكن هل تعلم أن القرود تأكل الحشرات كل يوم؟».
قال “ويليام”: «أوه لا، ليس لدينا ما يأكله، فأمّي تحب سحق كل الحشرات، حسناً أريد فرس النهر، فهو سيأكل كل القمامة لدينا وستكون أمي سعيدة بذلك».
أجابه والده: «فرس النهر بحاجة إلى الماء الذي يساعده على البقاء بارداً، أعتقد أنه يمكننا بناء حوض سباحة بحجم عملاق له».
قال “ويليام”: «لا، سيكون أكبر من أن يجفّ بسرعة، وسنحتاج إلى جبل من المناشف لنحاول تجفيفه».
تابع بقوله: «حسناً دعنا نحصل على زرافة، أستطيع أن أنزلق من رقبتها إلى كومة ملابس عملاقة، فالزرافة تحمل الرقم القياسي بأنها أطول من الجميع». أجاب نفسه وهو ينظر إلى السقف: «يا إلهي».
ثم قال لأبيه: «حسناً فلنأتي بأرنب، فهو حيوان لطيف لا يمكن أن يكون بهذا السوء، فهو يحبّ مضغ أي شيء».
أجابه والده: «لكن يمكن أن تكون تربية الأرانب صعبة حقاً».
أجابه “ويليام”: «واو، هل هذا صحيح؟».
ردّ عليه والده: «اختيار حيوان أليف ليس بالأمر السهل». فقال “ويليام”: «حسناً، أريد سمكة، دعنا نحصل على واحدة، أعتقد أن السمكة الذهبية يمكن أن تكون ممتعة للغاية».
قال والده بنظرة فرحة: «هممم، فكرة جيدة يا بني، أعتقد أنك على حق، فالسمك سبّاح بارع حقاً، وإذا حصلنا على سمكتين، يمكننا مشاهدتهما وهما يتسابقان، إذاً سنجلب سمكة ذهبية واحدة لي، وسمكة ذهبية واحدة لك».
قال “ويليام”: «لقد غيّرت رأيي، حزنتُ على الأسماك من أن تكون ضمن مساحة صغيرة وهي تعيش في البحر الكبير، لا أرغب بتربية أي حيوان أليف يا أبي، و أقوم بإبعادها عن بيئتها الطبيعية».
ردّ عليه أبيه متفاجئاً: «أحسنتَ يا بني».
العبرة:
العبرة من قصة ويليام وقراره بعدم اقتناء حيوان أليف هي التقدير والوعي بأهمية البيئة الطبيعية لكل كائن حي. تعلّم ويليام من خلال مناقشاته مع والده أن لكل حيوان احتياجات خاصة، وأن وجودهم في بيئاتهم الطبيعية هو الأفضل لهم. يُظهر هذا أهمية التفكير بعناية قبل اتخاذ قرار قد يؤثر على حياة كائن آخر، ويعزز الوعي بضرورة الحفاظ على الكائنات في بيئاتها الطبيعية وعدم تقييد حريتها لأغراض الترفيه الشخصي.
اترك تعليقاً