قصة جزيرة الكنز

أحبّ “جيم هوكينز” المغامرة كثيراً، وعندما جاءَ رجل أعمى وكان يدعى “بلاك دوج” ليعيش معه ومع والدته في منزلهم، لم يكن لدى “جيم” أي فكرة عن خوضه في مغامرة كبيرة وخطيرة.

كان “بلاك دوج” رجلاً عجوزاً وغير لطيف، وذات صباح تم العثور عليه ميتاً في غرفته، وفتح “جيم” ووالدته صندوقه ووجدوا خريطة قديمة وبدت كأنها خريطة كنز، وكان “جيم” متحمساً وأخبر والدته أنه سيذهب ويبحث عن الكنز، ولكن قبل ذلك ذهب للقاء صديقه “سكوير”.

قال “جيم” لصديقه وهو يسحب الخريطة: «هذا ما وجدته في صندوق الرجل الأعمى الذي مات بالأمس، إنها تبدو لي وكأنها خريطة لبعض الكنوز المخبأة».

وافق “سكوير” على ذلك بقوله: «إنها كذلك بالفعل، يجب أن نبحر على الفور للبحث عن هذا الكنز». في اليوم التالي صعد “جيم” و”سكوير” على متن سفينة للإبحار إلى الجزيرة المجهولة بحثاً عن الكنز.

لقد كانت رحلة طويلة فعلاً وفي السفينة التقى “جيم” ببحار ذو ساق واحدة كان طباخ السفينة واسمه “لونج جون سيلفر”، كان دائماً يضع ببغاءه الأليف على كتفه ويتصرف بلطف، وكان “جيم” سعيداً بقصصه المضحكة التي يرويها.

في إحدى الليالي العاصفة كان “جيم” يشعر بالجوع، وصعد إلى أحد البراميل التي كانت تحتوي على تفاح. فجأةً سمع أصواتاً وشعرَ بالخوف وقفز إلى داخل برميل التفاح، كان “جون سيلفر” يتحدث بالقرب منه ويقول: «غداً سنصل إلى جزيرة الكنز، وبمجرد أن أعطي الإشارة سنقوم بتقييد جميع الركاب لنتمكّن من البحث عن الكنز لوحدنا ثم نرميهم في البحر، دعونا نعود إلى أماكننا قبل أن يرانا أحد».

عندما تأكد “جيم” من رحيل الجميع قفزَ من البرميل وذهب إلى “سكوير” لتحذيره على الفور من خطة “جون سيلفر”.

في صباح اليوم التالي، كانت الجزيرة ظاهرة من بعيد، فقفز “جيم” من السفينة وسبحَ إلى الشاطئ، وهناك التقى برجل عجوز وقال: «أنا “بن جين” لقد غرقت سفينتي في هذه الجزيرة منذ عشرين عاماً، أعتقد أنك جئت للبحث عن الكنز».

أومأ “جيم” برأسه وقال: «قفزتُ من السفينة، هناك رجال خطيرون على تلك السفينة، الرجاء مساعدتي، صديقي “سكوير” موجود على تلك السفينة أيضاً».

وافقَ “بن جين” على مساعدته ونصب الفخاخ للأشرار، وعندما جاؤوا وهم يصرخون ويلوّحون ببنادقهم، سقطوا في حفرة في الأرض كان قد حفرها “بن جين” وأصبحوا محاصرين هناك.

اكتشف “جيم” و”بن جين” الكنز وسبحا إلى السفينة معاً، وأبحروا مع “سكوير” عائدين إلى ديارهم وتاركين “لونغ جون سيلفر” ورجاله في الجزيرة عالقين إلى الأبد.

 

النهاية

 

قصة جزيرة الكنز – من تأليف روبرت لويس ستيفنسون

كان روبرت لويس ستيفنسون كاتباً اسكتلندياً مشهوراً وُلد في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1850 في إدنبرة، اسكتلندا، وتوفي في 3 ديسمبر كانون الأول 1894 في ساموا. يُعرف بشكل أساسي بأعماله في الأدب الروائي والشعر، وقد كتب بعضاً من أشهر الروايات في الأدب الإنجليزي، بما في ذلك “جزيرة الكنز” (Treasure Island)، “دكتور جيكل ومستر هايد الغريب” (Strange Case of Dr Jekyll and Mr Hyde)، و”رحلة بالقارب الأصغر” (Kidnapped).

اشتهر ستيفنسون بقدرته على خلق قصص مغامرات مثيرة تجذب القراء من جميع الأعمار، وكان أسلوبه السردي وتصويره للشخصيات غنيان ومفصلين، مما جعل أعماله تحظى بشعبية كبيرة في حياته وتستمر في التأثير على الأدب حتى اليوم. كما كانت حياته المغامرة مصدر إلهام لكتاباته؛ فقد سافر كثيراً بحثاً عن مناخات أفضل لصحته الضعيفة، واستقر في نهاية حياته في ساموا، حيث توفي عن عمر يناهز 44 عاماً.

 

المصدر


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *